قالت منظمة حقوقية في مصر، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن قوات الأمن المصرية اعتقلت نحو 70 شخصاً؛ على خلفية دعوات إلى احتجاجات، تزامناً مع انعقاد قمة المناخ "كوب 27" التي من المقرر أن تنطلق أعمالها في مدينة شرم الشيخ الساحلية من 6 إلى 18 الشهر الحالي.
تأتي الاعتقالات على خلفية قيام بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بمن فيهم مقاول البناء والممثل السابق، محمد علي، الذي يعيش حالياً خارج البلاد، بتجديد دعوات إلى احتجاجات مناهضة للحكومة في مصر يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
اعتقال العشرات وحملة تفتيش
المدير التنفيذي للمفوضية المصرية للحقوق والحريات، محمد لطفي، قال إنه حتى أمس الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول، تم اعتقال ما لا يقل عن 67 شخصاً في القاهرة ومدن أخرى على مدار الأيام القليلة السابقة، حيث مثلوا أمام نيابة أمن الدولة فيما يتعلق بالدعوات للاحتجاجات يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
في حين احتُجز بعضهم بتهم من بينها نشر أخبار كاذبة، بعد نشر محتوى على إحدى الصفحات على فيسبوك التي تدعو إلى التظاهر، بحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات.
في السياق، نقلت وكالة رويترز عن "شهود عيان" تحدثوا عن زيادة في عمليات التفتيش المفاجئة، والتي يقوم بها ضباط أمن بالزي المدني، حيث يقومون بفحص الهواتف المحمولة للمشاة وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
بينما لم تصدر تعليقات فورية عن الجهات المعنية في مصر. وتقول الوكالة إنها لم تتلقّ رداً من متحدثين باسم وزارة الداخلية على اتصالات هاتفية ورسائل، كما أنها لم تتلقّ كذلك رداً على طلب عبر البريد الإلكتروني للتعليق من الرئاسة المصرية لمؤتمر كوب 27.
اعتقال ناشط هندي
من جانب آخر، كانت السلطات المصرية احتجزت لفترة وجيزة ناشطاً هندياً يدعى أجيت راجاجوبال، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بسبب انطلاقه في مسيرة احتجاجية من العاصمة القاهرة.
وانطلق راجاجوبال منفرداً في مسيرة احتجاجية للتوعية بالعدالة المناخية، وكان يخطّط للسير عدة مئات من الكيلومترات على الطريق المؤدي إلى شرم الشيخ. مضيفاً لرويترز أنه تم استجوابه لعدة ساعات حول أسباب وجوده في مصر وعن حمله لملصق مطبوع يوضح طريق مسيرته والهدف منها.
وقال: "أوضحت لهم أنني لا أريد إضافة أي بصمة كربونية لمصر، ولهذا أقوم بالسير على قدمي". مشيراً إلى أنه لا يزال يحاول الحصول على اعتماد لحضور مؤتمر كوب27 بعد إطلاق سراحه الإثنين، لكنه لا ينوي استئناف مسيرته.
مخاوف من احتجاجات خلال قمة المناخ
بدورها، قالت الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ إن الاحتجاجات سيُسمح بها في مناطق محددة في مدينة شرم الشيخ خلال القمة، لكن نشطاء أعربوا عن قلقهم من تقييد أصواتهم.
وكانت دعوات من جانب علي، المقاول السابق، للاحتجاج على فساد حكومي مزعوم قد أسفرت عن مظاهرات نادرة بمناطق متفرقة في أنحاء البلاد ضد السيسي عام 2019، نتج عنها حملة أمنية اعتقل فيها الآلاف، وفقاً لجماعات حقوقية.
وتم الإفراج عن بعض المعتقلين هذا العام في إطار مبادرة عفو مرتبطة بحوار سياسي، على الرغم من أن محامين حقوقيين يقولون إن الاعتقالات ما زالت مستمرة.
وخلال حملة الاعتقالات في عام 2019، تم القبض على الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح، أحد أبرز النشطاء في مصر. ولا يزال عبد الفتاح مضرباً عن الطعام في السجن منذ أكثر من 200 يوم.