نفت السلطات الإيرانية تورّط قوات الأمن في مقتل الفتاة سارينا إسماعيل زادة خلال مشاركتها في الاحتجاجات، التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجازها لدى الشرطة، وقالت إن زادة انتحرت، في حين جاء تقرير الطب الشرعي حول أميني يفيد بأن وفاتها لم تنجم عن ضربة على الرأس أو الأطراف.
إذ نقلت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الجمعة، 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن السلطات نفيها صحة تقارير عن تورّط قوات الأمن في مقتل سارينا، التي تبلغ من العمر 16 عاماً، مشيرة إلى أن الفتاة انتحرت بإلقاء نفسها من فوق أحد الأسطح.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) شبه الرسمية عن رئيس القضاة في إقليم ألبرز؛ حيث توفيت سارينا إسماعيل زادة، قوله إن التحقيق الأولي يظهر أن وفاتها نتجت عن الانتحار من سطح مبنى مؤلّف من 5 طوابق.
القاضي حسين فاضلي هريکندي، قال إن المزاعم التي توردها وسائل الإعلام المعارضة بشأن وفاتها "أكاذيب". وأضاف "بناء على رواية والدتها، فقد سبق أن حاولت إسماعيل زادة الانتحار عدة مرات". وذكر أن الشرطة تلقت بلاغاً بوفاتها في 24 سبتمبر/أيلول.
وفي الأثناء، ذكرت منظمة العفو الدولية، وتقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، أن قوات الأمن قتلت سارينا إسماعيل زادة عندما ضربتها بالهراوات على رأسها خلال احتجاجات على مقتل مهسا أميني (22 عاماً) بعد إلقاء شرطة الأخلاق القبض عليها.
وساقت السلطات، في وقت سابق من هذا الأسبوع، سبباً مشابهاً لوفاة نيكا شاكرمي، البالغة من العمر 17 عاماً، التي يقول نشطاء إنها قُتلت في طهران خلال المشاركة في مظاهرة للاحتجاج على مقتل أميني.
تقرير الطب الشرعي
يأتي ذلك، بينما أفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء، الجمعة، بأن تقريراً لطبيب شرعي إيراني عن وفاة مهسا أميني ذكر أنها لم تمت بسبب ضربات على الرأس والأطراف، وإنما نتيجة فشل في العديد من أجهزة الجسم، نجم عن نقص الأكسجين في المخ.
وجاء في تقرير الطبيب الشرعي أن وفاتها "لم تكن ناجمة عن ضربة على الرأس أو الأطراف".
ولم يذكر التقرير ما إذا كانت قد تعرّضت لأي إصابات، وقال إنها سقطت أثناء احتجازها بسبب "أمراض كامنة".
التقرير أضاف أيضاً: "بسبب إنعاش القلب والرئتين غير الفعال في الدقائق الأولى الحاسمة، عانت من نقص شديد في الأكسجين، نتج عنه تلف في المخ".
واحتجزت الشرطة أميني في 13 سبتمبر/أيلول، في طهران بسبب ارتداء "ملابس غير لائقة". وقالت السلطات إنها أصيبت بأزمة قلبية بعد نقلها إلى مركز للشرطة "لتأديبها".
ونفت عائلة أميني معاناتها من أي مشاكل في القلب. وقال والدها إن ساقها كانت تظهر عليها كدمات. وحمل الشرطة مسؤولية وفاتها.
وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 150 شخصاً قُتلوا وأصيب المئات واعتُقل الآلاف في حملة قمع الاحتجاجات التي تمثل أكبر تحدّ لرجال الدين الحاكمين في إيران منذ سنوات.