أعلنت "الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين" في ليبيا، الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنها عثرت على مقبرة جماعية في مدينة سرت داخل مدرسة ابن خلدون، مشيرة إلى أنها انتشلت 42 جثة "مجهولة الهوية".
البيان الصادر عن الهيئة عبر صفحتها في فيس بوك، لفت إلى أن أعمال البحث استغرقت أسبوعين، قبل أن يردها بلاغ من "النيابة الجزئية" عن وجود مقبرة في مدرسة ابن خلدون بالجيزة التابعة لمدينة سرت الليبية.
وأضاف البيان: "قامت الفرق الميدانية من إدارة البحث عن الرفات باستخراج عدد (42) حالة مجهولة الهوية وتم نقلها إلى مستشفى ابن سيناء بالمدينة".
كما قالت الهيئة إنها تعمل على أخذ عينات من العظام لنقلها إلى مختبرات الهيئة وذلك بالتنسيق مع الطب الشرعي. وإن "الفرق الخاصة بالهيئة قامت بالدفن الشرعي للجثث مجهولة الهوية".
وتتكرر عمليات الكشف عن المقابر الجماعية في مدينة سرت (450 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس)، والتي كانت خاضعة لتنظيم داعش واتخذها معقلاً بين العامين 2015 و2016، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2016، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، تحرير مدينة سرت بالكامل، بعد نحو عامين على سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عليها.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، عُثر على مقبرة جماعية قرب سرت تضم رفات 34 إثيوبياً مسيحياً، وذلك بعد أكثر من 3 أعوام على نشر التنظيم فيديو يظهر مقاتليه وهم يعدمون ما لا يقل عن 28 رجلاً قال إنهم إثيوبيون مسيحيون.
وفي 8 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت السلطات الليبية انتشال 11 جثة مجهولة الهوية من مقبرة جماعية في سرت، حسبما أكدته الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا، حسب الأناضول.
مقابر جماعية في ترهونة
في سياق متصل، عثرت السلطات الليبية على عدد كبير من المقابر الجماعية في مدينة ترهونة جنوب العاصمة طرابلس، بعد تحريرها من قبضة ميليشيا الجنرال خليفة حفتر الذي كان يسيطر على المدينة حتى منتصف 2020، بعد معارك شرسة مع القوات التابعة للسلطات المعترف بها دولياً في طرابلس.
وكانت ترهونة قبل التحرير تمثل قاعدة رئيسية لميليشيا حفتر في المنطقة الغربية، والتي تدين لها ميليشيا "الكانيات" بالولاء.
وبعد اكتشاف عدد كبير من المقابر في ترهونة وضواحيها أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دعمها لمساعي أسر الضحايا لتحقيق العدالة، والمساءلة لجميع المتورطين في المقابر الجماعية، كي لا يفلت الجناة من العقاب.
المحكمة الجنائية الدولية أرسلت وفداً إلى ترهونة في ديسمبر/كانون الأول 2020 لمعاينة "المقابر الجماعية"، بالإضافة إلى مطالبة منظمة "هيومن رايتس ووتش" حكومة الوفاق حينها بالتحقيق في قضية المقابر الجماعية.