أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، أن وزارة الخارجية استدعت سفيري بريطانيا والنرويج في طهران؛ احتجاجاً على مواقف بلديهما من المظاهرات المنددة بوفاة الشابة مهسا أميني، التي فقدت حياتها داخل مركز حجز لشرطة الآداب يوم 16 سبتمبر/أيلول الحالي.
وقالت الوكالة إن استدعاء السفيرين الغربيين حصل مساء السبت 24 سبتمبر/أيلول، مشيرة إلى أن الخارجية سلمت سفير لندن، سايمن شيركليف، احتجاجاً على استضافة بلاده وسائل إعلام ناطقة بالفارسية "تعمل على التحريض على أعمال الشغب وتوسيع نطاق الاضطرابات في البلاد".
كما أشارت إلى أن المدير العام لشؤون غرب أوروبا بالخارجية الإيرانية (لم تسمه)، اعتبر أن موقف لندن يشكل "تدخلاً في الشؤون الداخلية وتحريضاً على السيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، حسب الوكالة.
في الوقت ذاته، استدعت طهران كذلك سفير النرويج سيغفالد هوج، وأبلغته احتجاجها على مواقف رئيس البرلمان النرويجي من التطورات الداخلية في البلاد.
وأوضحت الوكالة، أن الوزارة أبلغت السفير الأوروبي احتجاجاً "شديد اللهجة"، على خلفية التصريحات "المتحيزة والعارية عن الصحة" لرئيس البرلمان النرويجي مسعود قراهخاني، حول الاضطرابات الأخيرة في البلاد.
ووصفت الخارجية التصريحات النرويجية بأنها "غير بناءة"، مضيفةً أنها شكّلت "تدخلاً في شؤون إيران الداخلية"، وفق الوكالة. بينما أكد السفيران البريطاني والنرويجي أنهما سينقلان احتجاج طهران إلى لندن وأوسلو، وفق الوكالة.
هجوم على السفارة الإيرانية في أثينا
يأتي ذلك، في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام يونانية، الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، أن سفارة إيران في العاصمة اليونانية أثينا تعرضت لهجوم بزجاجة حارقة.
في حين أشارت إلى أن شخصين على دراجة نارية رميا زجاجة حارقة على مبنى السفارة بمنطقة بسيخيكو، ولاذا بالفرار، بينما أصابت الزجاجة الحارقة الجدار الخارجي للمبنى دون وقوع إصابات أو خسائر.
والسبت 24 سبتمبر/أيلول، تظاهرت مجموعة بميدان سينتغاما في العاصمة أثينا، ضمن سلسلة من المظاهرات بالعديد من أنحاء العالم بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، إثر اعتقالها بتهمة عدم الالتزام بقواعد اللباس.
ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات غاضبة على مقتل الشابة الإيرانية أميني. في حين كشف التلفزيون الإيراني الرسمي، السبت، أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات المنددة بمقتل أميني وصلت إلى 41 قتيلاً، بينما قالت منظمة حقوقية أوروبية غير ربحية إن العدد الحقيقي بلغ نحو 50.
عقوبات أمريكية ضد طهران
على صعيد آخر، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس 22 سبتمبر/أيلول، فرض عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران، بتهمة "الإساءة للنساء واستخدام العنف ضدهن".
كما حمّلت واشنطن الشرطة الإيرانية مسؤولية وفاة أميني، التي أدت وفاتها إلى اندلاع احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد، متهمةً شرطة الأخلاق الإيرانية بانتهاك حقوق المتظاهرين السلميين.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها فرضت عقوبات على سبعة من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في إيران، ومن بينهم قائد القوات البرية بالجيش الإيراني.
وقالت الوزارة إن من بين المسؤولين السبعة الخاضعين للعقوبات رئيس شرطة الأخلاق محمد روستامي، وقائد القوات البرية بالجيش الإيراني كيومارس حيدري، ووزير المخابرات إسماعيل خطيب.
وأضافت الوزارة أنه "نتيجة لإجراءات اليوم، يُحظر التعامل على جميع ممتلكات ومتعلقات هؤلاء الأشخاص الواقعة تحت الاختصاص القضائي الأمريكي، ويجب إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة عنها".
من جانبها، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بيان، الخميس: "مهسا أميني كانت امرأة شجاعة. كان موتها في حجز لشرطة الأخلاق عملاً وحشياً آخر لقوات أمن النظام الإيراني ضد شعبه".
وأضافت: "ندين بأشد العبارات هذا العمل المشين، وندعو الحكومة الإيرانية إلى إنهاء العنف الذي تمارسه ضد النساء وكذلك حملتها العنيفة المستمرة على حرية التعبير والتجمع".
وفاة مهسا أميني
يشار إلى أن وفاة مهسا أميني داخل مقر احتجاز لشرطة الأخلاق في إيران، الجمعة 16 سبتمبر/أيلول، أثارت غضباً شعبياً في مناطق عدة بالبلاد، خرجت على أثره مظاهرات تخللتها أعمال عنف واعتداء على المتظاهرين في الوقت ذاته.
وتوفيت مهسا أميني (22 عاماً)، بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة". ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها. بينما قالت السلطات إنها ستفتح تحقيقاً للوقوف على سبب الوفاة.
وامتدت المظاهرات التي انطلقت شرارتها قبل أكثر من أسبوع خلال جنازة الشابة الكردية مهسا أميني على نطاق واسع، وتحولت لأكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات.
ولعبت النساء دوراً بارزاً في الاحتجاجات، وقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن أو حرقها. وقامت بعضهن بقص شعرهن على الملأ وسط الاحتجاجات التي تطالب برحيل الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
ويقول نشطاء إن السلطات فرضت قيوداً على خدمات الإنترنت والهاتف المحمول؛ لمنع تداول لقطات تصور الاحتجاجات وتعامل قوات الأمن معها، حسب رويتر.
لكن رئيس إيران، إبراهيم رئيسي، يقول إن إيران تضمن حرية التعبير وإنه أمر بإجراء تحقيق في وفاة أميني، بعد احتجازها من جانب الشرطة المعنية بفرض القيود على ملابس النساء في الجمهورية الإسلامية.