قال مسؤول بلجنة التحاليل المالية في تونس لرويترز، الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2022، إن قاضي مكافحة الإرهاب أذن بتجميد الحسابات المصرفية والأرصدة المالية لعشرة أشخاص من بينهم راشد الغنوشي رئيس النهضة ورئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي قيادي في حزب النهضة الإسلامي.
حيث قال المسؤول إن القرار القضائي شمل أيضاً معاذ الغنوشي، نجل زعيم النهضة ورفيق عبد السلام صهر الغنوشي.
إجراءات قانونية ضد راشد الغنوشي وآخرين
تزامن ذلك مع إعلان هيئة الدفاع عن القياديين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، أن القضاء التونسي وجّه تهمة "الإرهاب" لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي و32 شخصية أخرى.
جاء ذلك وفق ما نقلت ذلك وكالة الأنباء التونسية الرسمية "تاب"، الثلاثاء، عن المحامية إيمان قزارة عضو هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي.
حيث قالت قزارة: "تّم الإثنين توجيه الاتهام في هذه القضّية (اغتيال بلعيد والبراهمي) بشكل رسميّ، إلى 33 شخصاً من بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغّنوشي، بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي".
أضافت أن "قاضي التحقيق الأول بالمكتب 23 بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وجه 17 تهمة إلى المّتهمين وعددهم 33". وأردفت قزارة: "من أبرز هذه التهم الانتماء إلى تنظيم إرهابي وغسيل الأموال".
يذكر أن شكري بلعيد رئيس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وقع اغتياله يوم 6 فبراير/شباط 2013 أمام منزله بالعاصمة، فيما اغتيل البراهمي رئيس حزب التيار الشعبي (قومي ناصري) يوم 5 يوليو/تموز 2013 أمام منزله بالعاصمة، ولاحقاً اعترفت عناصر من تنظيم "أنصار الشريعة" التحقت بداعش بمقتلهما.
اعتقال قيادي سابق في النهضة
تأتي الإجراءات الجديدة ضد حزب النهضة بعد أيام من اعتقال رئيس الوزراء التونسي الأسبق حمادي الجبالي، وهو قيادي سابق بحزب النهضة الإسلامي، اليوم الخميس بشبهة تبييض أموال ثم الإفراج عنه.
كانت صفحة الجبالي الرسمية على فيسبوك قد سبق أن قالت إن فرقة أمنية في سوسة قامت بحجز هاتفه وهاتف زوجته واقتادته إلى مكان غير معلوم.
في حين يعزز اعتقال الجبالي والإفراج عنه مخاوف المعارضة في تونس بخصوص سجل حقوق الإنسان منذ سيطرة الرئيس قيس سعيد على السلطة التنفيذية العام الماضي، في خطوة يصفها خصومه بأنها انقلاب.
فيما امتنعت وزارة الداخلية التي اتصلت بها رويترز عن التعليق على خبر اعتقال الجبالي.
اعتقال زوجة قيادي في النهضة
يذكر أنه في شهر يونيو/حزيران 2022 ألقت الشرطة القبض على زوجة الجبالي لفترة وجيزة قبل أن توجّه لها دعوة للمثول أمام المحكمة بتهمة توظيف أفارقة بدون أوراق وحيازة مواد خطرة في مصنع تملكه.
حيث قالت صفحة الجبالي: "تحمل عائلة السيد حمادي الجبالي كامل المسؤولية على سلامته الجسدية والنفسية لرئيس الدولة شخصياً وتهيب بالمجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الوقوف أمام هذه الممارسات القمعية".
كان الجبالي رئيساً للوزراء في عام 2012، واستقال في عام 2013 بعد أزمة سياسية حادة، إثر اغتيال السياسي البارز شكري بلعيد آنذاك.
وفي وقت سابق من عام 2022 اعتقلت الشرطة نور الدين البحيري نائب رئيس حزب النهضة لأكثر من شهرين قبل الإفراج عنه ولم توجه له أي تهم.
كان حزب النهضة أكبر حزب في البرلمان التونسي قبل أن يحل الرئيس قيس سعيد المجلس ويتولى سلطات تنفيذية في عام 2021.
حيث وصف حزب النهضة ومعارضون آخرون لسعيد تحرك الرئيس بأنه انقلاب. وقال سعيد إن هذه الخطوة مؤقتة وتهدف إلى إنقاذ تونس مما وصفه بدمار خلفته نخبة فاسدة تخدم مصالحها الذاتية.
لكن معارضي سعيد يتهمونه بأنه يشن حملة من خلال الشرطة والقضاء لاستهداف خصومه السياسيين، إلا أنه ينفي ذلك ويقول إنه ليس ديكتاتوراً.