ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، أن نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، توجه صباح السبت 22 يناير/كانون الثاني 2022، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك في أول زيارة لمسؤول كبير من الخرطوم إلى الدولة المجاورة بعد عام من التوتر في منطقة حدودية متنازع عليها.
قضايا المياه والحدود والنزوح على جدول أعمال حميدتي
كانت الخرطوم أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنها فقدت ستة جنود في منطقة الفشقة الحدودية الخصبة المتنازع عليها، متهمة "الجيش وميليشيات إثيوبية". لكن أديس أبابا نسبت ذلك إلى متمردين تيغرانيين تقاتلهم منذ أكثر من عام في نزاع دفع عشرات الآلاف من الإثيوبيين إلى اللجوء إلى السودان.
وقد يُدرج هذا النزوح وأعمال العنف وقضية الحدود وقضية المياه على جدول أعمال هذه "الزيارة الرسمية التي تستغرق يومين" حسب الوكالة، التي أوضحت أن الفريق "حميدتي" سيلتقي خلالها "عدداً من المسؤولين في إثيوبيا"، بدون تسميتهم.
قالت "سونا" إن الفريق أول دقلو سيبحث "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين في المجالات كافة".
أزمة سد النهضة
تقول وكالة الأنباء الفرنسية، إنه على الرغم من عدد من جولات المفاوضات، لم يتمكن السودان وإثيوبيا اللذان يدور بينهما خلاف منذ أكثر من عشر سنوات على سد النهضة الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل، من التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود بينهم.
يشكل سد النهضة الذي يفترض أن يصبح أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهرمائية في إفريقيا، مصدر قلق آخر للخرطوم وكذلك للقاهرة اللتين يمر النهر عبر أراضيهما وتخشيان انخفاض إمدادات المياه.
تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار. بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.
زيارة على وقع اضطرابات في كلا البلدين
تأتي هذه الزيارة بينما يشهد البلدان دوامة من أعمال العنف. فالحرب الأهلية تتفاقم في إثيوبيا بينما يشهد السودان تظاهرات يجري قمعها منذ انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر وقتل فيها أكثر من سبعين شخصاً، بحسب منظمات محلية.
الخميس 20 يناير/كانون الثاني 2021، أعلن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عن تشكيل حكومة جديدة، ضمت 15 وزيراً، حيث جاء القرار في بيان نشره المجلس عقب لقائه مع وفد أمريكي في وقت سابق من يوم الخميس الذي نتج عنه اتفاق ينص على تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة والدخول في حوار وطني شامل لحل الأزمة السياسية الراهنة.
اتفق الجانبان السوداني والأمريكي خلال اللقاء على دخول الأطراف السودانية في حوار وطني شامل عبر مائدة مستديرة، يضم جميع القوى السياسية والمجتمعية باستثناء المؤتمر الوطني المنحل، للتوصل إلى توافق وطني للخروج من الأزمة الحالية.
لكن من جانبها، قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم الخميس، إن واشنطن لن تستأنف مساعداتها الاقتصادية للسودان، التي توقفت بعد قرارات الجيش ما لم يتم وقف العنف وعودة حكومة يقودها المدنيون. وأضافت السفارة، في بيان، أن الولايات المتحدة ستدرس اتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن تعطيل العملية السياسية في البلاد.
أما في إثيوبيا، فقد خفّت حدّة الحرب الأهلية بشكل كبير بعدما نجح رئيس الوزراء آبي أحمد بقلب موازين المعركة لصالحه، وردع قوات التيغراي عن العاصمة أديس أبابا، في ديسمبر/كانون الأول 2021، التي كان المتمردون يقفون على أبوابها.
لكن في الوقت نفسه لا تزال الطائرات التابعة للجيش الإثيوبي تقصف مناطق التيغراي وتحاصرها. وبعد أكثر من عامٍ من الحرب يتضور حوالي 400 ألف شخص جوعاً، وقد نفد الطعام لدى ملايين. وفي الثامن من يناير/كانون الثاني 2022، قُتِلَ ما لا يقل عن 56 شخصاً في غارةٍ جوية على معسكرٍ للنازحين داخلياً، ما دفع وكالات الإغاثة إلى تعليق عملها.