قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، إن ظهور تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي في اليمن، بمدينة شبوة اليمنية وتنظيمه مؤتمراً صحفياً، يكشف عن تحولات دراماتيكية تشهدها المدينة.
إذ إنه وقبل أسبوعين، كان الحوثيون يسيطرون على ثلاث مناطق في محافظة شبوة الجنوبية التي تحتوي على بنية تحتية نفطية ولكن منذ وصول ألوية العمالقة المتميزة، وهي قوات تابعة للحكومة الشرعية، والتي جاءت بعد تغيير محافظ شبوة المناهض للإمارات، فإن القوات الموالية لحكومة اليمن المعترف بها دولياً، تمكنت من الاستيلاء على المحافظة بالكامل.
إطلاق عملية "حرية اليمن السعيد"
تزامناً مع تطورات الوضع بشبوة وفي مساء الإثنين 10 يناير/كانون الثاني 2022، أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهي هيئة تطالب باستقلال الجنوب، أن قوات المجلس سوف تواصل التقدم شمالاً؛ لدعم أهل الشمال وتأمين الجنوب من الحوثيين.
لكن ألوية العمالقة بجانب مقاتلين جنوبيين آخرين، تقدموا بنجاح نحو محافظة مأرب، وأعادوا فرض السيطرة على غالبية مناطق مديرية حريب. وفي المؤتمر الصحفي الذي انعقد في شبوة، أعلن المالكي عن عملية جديدة أطلق عليها "حرية اليمن السعيد".
فيما قال مقاتل في ألوية العمالقة يدعى أحمد، إن التقدم أظهر أن مجموعته يمكنها إعادة نشر مقاتليها من قاعدتها في الساحل الغربي إلى أي مكان يحتاجون إلى الانتشار فيه.
كذلك فقد أضاف خلال حديثه مع موقع Middle East Eye: "منذ أسبوعين، كانت هناك شائعات حول انسحابنا من الساحل الغربي، وبعض الناس لم تصدقنا عندما قلنا إن لدينا أولويات، ولكن حالياً الكل سعداء لرؤية شبوة محررة من ميليشيا الحوثي".
خطة واضحة بعد تحرير شبوة
المقاتل في ألوية العمالقة قال كذلك: "لدينا خطة واضحة، وقد حررنا شبوة في وقت قياسي، لأن أهل الجنوب وصلوا إلى خطوط المواجهة من محافظات مختلفة في الجنوب".
يُذكر أن شبوة تعرضت لغارات جوية قادتها طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقال أحمد إنهم اضطلعوا بدور كبير في هذا التقدم. وأردف قائلاً: "أهم شيء أننا نقاتل بمعنويات عالية، وكل يوم ينضم إلى المعارك مزيد من المقاتلين، سواء من مقاتلي أو سكان شبوة".
جدير بالذكر أنه في سبتمبر/أيلول 2021 استغل الحوثيون الخلافات بين محافظ شبوة آنذاك محمد صالح بن عديو والقوات المدعومة من الإمارات، ونقلوا مقاتليهم إلى غالبية أجزاء المحافظة. لكن إقالة بن عديو أثبتت أنها نقطة تحوُّل في المواجهات.
في حين أكمل المقاتل بألوية العمالقة: "المحافظ الجديد أكثر نشاطاً واهتماماً بشبوة، ولذا فإننا نقاتل تحت قيادته، وقطعاً سوف ننقذ شبوة من الحوثيين أو من أي ميليشيات أخرى تحاول خلق الفوضى".
كما أكد مقاتل ألوية العمالقة أن قواته تسيطر سيطرة شبه كاملة على مديرية حريب، بعد تلقي أوامر بمواصلة التقدم نحو مأرب، وقال: "الشمال هو بوابة الجنوب. إذا ظل الحوثيون قريبين من الجنوب، فقد يتقدمون في أي وقت. ولذا فإننا نتقدم في مأرب ومحافظات الشمال الأخرى؛ كي نبعد الحوثيين عن الجنوب ونساعد أهل الشمال على تحرير مناطقهم".
خط مواجهة عسكرية جديد
كذلك، فقد قال مقاتل آخر يخوض القتال عند خط مواجهة جبل البلق ومناطق أخرى قرب مدينة مأرب، إن التطورات في شبوة خففت الضغط على ساحات القتال التي يشارك فيها.
أوضح في حديثه مع موقع Middle East Eye: "نشكر إخواننا الذين تقدموا اليوم من شبوة؛ نظراً إلى أن الجبهة الجديدة سوف تجبر الحوثيين على إرسال بعض المقاتلين إلى هناك وسوف يقل الضغط علينا".
كما أضاف: "صحيحٌ أن مأرب تعد طريقاً إلى شبوة، ولذا نحتاج أن نقاتل كتفاً إلى كتف مع المقاتلين الجنوبيين لتحرير مأرب". وأشار المقاتل إلى أن هجمات الحوثيين صارت أقل بصورة ملحوظة، وتنبأ بأن القوات الموالية للحكومة سوف تنفذ تقدمها قريباً.
قتال جنود الشمال والجنوب
أما سكان مدينة مأرب، التي كانت هدفاً رئيسياً للحوثيين في الأشهر الأخيرة، فإنهم سعداء برؤية مقاتلي الشمال والجنوب يقاتلون جنباً إلى جنب بعد أن صارت الخلافات بينهم عنيفة خلال السنوات الأخيرة.
حيث قال أحد سكان مأرب ويدعى محمد ناصر: "خلال السنوات الأربع الماضية، كنا نسمع عن القتال بين القوات الموالية للحكومة والقوات الموالية للإمارات في شبوة، بينما كان الحوثيون يتقدمون هنا".
كما أضاف خلال حديثه مع موقع Middle East Eye: "إننا سعداء بعدم رؤية أي قتال بينهم، وأن كل الأسلحة الآن ضد الحوثيين. أعتقد أنهم قادرون على إحراز التقدم الآن في مأرب والمحافظات الأخرى، لأن الاتحاد يعني القوة".