على مدار 40 عاماً، تخصصت عائلة باتاك في صناعة ملابس العديد من رؤساء تركيا وسياسييها وذلك منذ قدوم العائلة إلى العاصمة التركية أنقرة في ثمانينات القرن الماضي.
وتميزت عائلة باتاك من يومها بصناعة ملابس السياسيين الأتراك بدءاً من عهد تورغوت أوزال الرئيس الثامن للجمهورية التركية، مروراً بالرئيس سليمان ديميريل، وصولاً إلى الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان.
واستمراراً لتقاليد العائلة التي تخصصت في تصميم وصناعة ملابس وقمصان الرؤساء والسياسيين الأتراك، يقود مصطفى باتاك، النجل الأصغر للعائلة، المسيرة المهنية لعائلته وسط مجتمع السياسة التركية.
وفي حديثه عن تفضيلات السياسيين الأتراك أكد مصطفى باتاك أنه يذهب بنفسه إلى السياسيين في منازلهم وأماكن عملهم للحصول على القياسات الخاصة بهم، ومعرفة الألوان والتصاميم التي يفضلونها من بين 4000 تصميم تملكها عائلة باتاك.
"العدالة والتنمية" يفضل الأبيض و"القوميون" الأسود
أما عن تفضيلات الألوان التي يفضلها السياسيون في تركيا؛ فأشار مصطفى باتاك إلى أنها تختلف باختلاف الحزب الذي ينتمي إليه السياسيون، كاشفاً أن أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم يفضلون الألوان البيضاء.
في المقابل يفضل أعضاء حزب الحركة القومية، حليف الحزب الحاكم، الألوان الداكنة وفي مقدمتها الأسود، فيما تقع اختيارات أعضاء حزب الشعب المعارض في منطقة اللون الأزرق.
وكشف مصطفى باتاك أن عملية التفصيل والتصميم تختلف من شخص إلى آخر، وتتم حسب الشخص وحركته ولغة جسده؛ في ظل اهتمام كبير تقوم به عائلة باتاك بعملية التفصيل بدءاً من اختيار النسيج المستخدم في عملية الخياطة مروراً بالخيط المستخدم وتفاصيل الياقة وغيرها من بقية المراحل.
وشدد باتاك على أن ذلك يحدث بسبب أنهم يصنعون ملابس لأناس منهمكين في العمل بشكل مستمر، مشيراً إلى أن متاجر عائلته تحرص على توفير الملابس التي تساعدهم للتعايش مع هذه الأجواء.
وقال مصطفى باتاك إن معظم الوزراء والسياسيين الحاليين ورجال الأعمال في تركيا يفضلون متجرهم بسبب اهتمامهم بهذه التفاصيل التي تبدأ من اختيار الألوان وصولاً إلى الأزرار ونوع الخط الذي تكتب به أسماء الشخصيات على أكمام قمصانهم.
وشدد على أن عملية الاختيار التي تتم قبل البدء في التصميم تتم بناء على شخصية صاحبها، لافتاً إلى أن الرئيس التركي رجب أردوغان دائماً ما يختار اللون الأحمر لكرافتاته خاصة عند السفر للخارج، وهو ما يمنحه مظهر القوة.
وتملك عائلة باتاك اليوم 4 متاجر ومركز إنتاج يعمل بها فريق من 40 شخصاً، ويقف على أعتاب تلك المتاجر بصورة يومية كذلك العديد من نجوم المجتمع التركي من لاعبي كرة القدم والممثلين والمغنين.