عَيَّنَ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021، القائمة السابقة بأعمال رئيس البعثة الأممية في العاصمة طرابلس، ستيفاني ويليامز، مستشارةً خاصةً له بشأن ليبيا، خلفاً للمبعوث الأممي "يان كوبيش" الذي تنتهي ولايته في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في نيويورك للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك.
حيث قال دوجاريك إن "ويليامز ستباشر مهمتها من طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة".
دوجاريك أضاف: "ستقود ويليامز جهود المساعي الحميدة والوساطة والمشاركة مع أصحاب المصلحة الليبيين الإقليميين والدوليين لمتابعة تنفيذ مسارات الحوار الليبي الثلاثة، السياسية والأمنية والاقتصادية، وكذلك تقديم الدعم لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا".
فيما أفاد بأن "ويليامز تتمتع بخبرة واسعة في الدبلوماسية وسياسات الأمن الخارجي على الصعيدين الدولي وفي بلدها (الولايات المتحدة الأمريكية)".
كما لفت إلى أنها "عملت سابقاً كممثلة خاصة بالإنابة ورئيسة البعثة الأممية للدعم في ليبيا (2020-2021)، ونائبة الممثل الخاص (السياسي) للبعثة الأممية للدعم في ليبيا (2018-2020)".
من جهته، أشاد المبعوث الأممي السابق لدى ليبيا، غسان سلامة، في تغريدة على "تويتر"، بتلك الخطوة، قائلاً: "أشكر السيد الأمين العام على قراره بإعادة الزميلة ستيفاني وليامز إلى موقع المسؤولية في ليبيا لما أعرفه عن حنكتها، وعن قدراتها، وعن عزمها على استكمال ما بدأناه معاً".
سلامة أضاف: "أتمنى لها (وليامز) كل التوفيق في أداء مهمتها لما فيه الخير العميم لهذه البلاد العزيزة ولأهلها".
توترات بريطانية روسية
كان مصدران دبلوماسيان قد كشفا، الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول، أن روسيا منعت تعيين نيكولاس كاي، وهو عسكري بريطاني سابق له باع في العمل مع الأمم المتحدة لحل النزاعات، مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى ليبيا، وهو ما قد يؤدي إلى تأجيج الاضطرابات الدبلوماسية قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في البلاد، نقلاً عن مجلة Foreign Policy الأمريكية.
حينها أوضح دبلوماسيون أن غوتيريش يفكر في تعيين ويليامز على أساس مؤقت، ومن ثم تجنُّب إجراء تصويت آخر مثير للجدل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
يأتي هذا الاعتراض الروسي في أعقاب توترات مستمرة بين بريطانيا وروسيا، التي سبق أن منعت تجديد التعيين لعديد من خبراء العقوبات بالأمم المتحدة.
استقالة مفاجئة
كانت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة كشفت، الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن "يان كوبيش" قدّم استقالته بصورة مفاجئة إلى الأمين العام، وذلك بعد أقل من عام على توليه المنصب وقبل شهر واحد فقط من الانتخابات المزمعة في البلاد.
فيما أوضحت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن نفسها، أنه كان من المتوقع رحيل "يان كوبيش" عن منصبه في ظل إصراره على عدم انتقاله إلى طرابلس للعمل من العاصمة الليبية واكتفائه بمباشرة مهام منصبه من عدة عواصم أوروبية.
بينما لم تذكر الأمم المتحدة حتى الآن سبباً لاستقالة "كوبيش".
خلافات انتخابية
كان من المفترض أن تُعلن، الإثنين، القوائم النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية الليبية، لكن تم تأجيل بسبب الجلسة الطارئة التي سيعقدها مجلس النواب الليبي، الثلاثاء، في مدينة طـبرق بحضور رئيس المفوضية عماد السايح.
من المقرر إجراء جولة أولى من الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول، وأُرجئت الانتخابات البرلمانية إلى يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط. لكن لم يتم الاتفاق على قواعد الانتخابات حتى الآن.
يقترب موعد الانتخابات في ظل خلافات مستمرة حول قانوني الانتخاب بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر؛ بما يهدد إجراء الانتخابات.
كان المشاركون في مؤتمر باريس الدولي بشأن ليبيا قد هددوا، في بيانهم الختامي، الذي صدر الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بفرض عقوبات على الأفراد الذين "سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوّض الانتخابات المقررة في ليبيا"، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها.
فيما يأمل الليبيون أن تسهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد الغني بالنفط؛ فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر لسنوات، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.