كشف تحقيقيات الادعاء التركي تفاصيل جديدة حول خلية تجسس روسية، تضم أربعة روسيين وأوكرانياً وأوزبكياً، بغرض قتل أحد المعارضين الشيشانيين، الملقب بعبد الحكيم، في تركيا.
وفي اعترافه أمام الادعاء التركي، قال عضو الشبكة رافشان أحمدوف، إنه شاهد زعيم العصابة بيسلان راساييف يتلقى تعليمات عملية الاغتيال من آدم ديليمخانوف، ابن عم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف عبر الفيديو.
وكشفت العلمية التي تمت بالتنسيق بين المخابرات التركية ومكتب المدعي العام في إسطنبول، قيام المتهمين بتأسيس مجموعة على تطبيق تليغرام للتواصل الاجتماعي، تحت اسم "أمن تركيا" Security Turkey، بهدف رصد ومتابعة المعارضين الشيشانيين في تركيا.
تحرك سريع
وبعد نجاح شبكة التجسس الروسية في اختراق جماعات المعارضة الشيشانية في تركيا، قرر قائد شبكة التجسس، الروسي من أصل شيشاني بيسلان راساييف، والموجود في تركيا منذ 16 ديسمبر/كانون الأول 2020، التحرك سريعاً لتنفيذ عملية الاغتيال في إسطنبول، حتى لا ينكشف أمر الشبكة، وخلال تلك الفترة كان حساب أمن تركيا على تطبيق تليغرام تحت أعين المخابرات.
وجراء متابعة الاستخبارات التركية ظهرت أمامهم تفاصيل أسماء أخرى ساعدت أعضاء شبكة التجسس الستة، فخرج اسما جاسوسين روسيين، ساعدا الشبكة في التخطيط لعملية الاغتيال، وتم اعتقالهم في مارس/آذار الماضي في أنطاليا، بتهمة التجسس ونقل معلومات سرية، بغرض التجسس السياسي أو العسكري؛ حيث استخدم كل من حمزة دوكاييف وبدر الدين كيمايف اسم سعيد محمد عبد الله لمساعدة زعيم الشبكة بيسلان راساييف في عمليات البحث عن المعارضين الشيشان في أنطاليا.
ووفقاً للمعلومات الواردة في التحقيقات، كان راساييف برفقة أمير يوسوبوف (27 عاماً) والمواطن الروسي رافشان أحمدوف (48 عاماً)، كحراس شخصيين له خلال رحلاته ذهاباً وإياباً بين أنطاليا وإسطنبول.
وحينما تم اعتقال المشتبهين خلال العملية، زعم عناصر الشبكة الستة أنهم رجال أعمال، وأنهم جاؤوا إلى تركيا بغرض الاستثمار وتأسيس إحدى الشركات.
ادعاءات بمعرفة المعارض الشيشاني
وفي اعترافه، قال زعيم الشبكة بيسلان راساييف، إنه يعرف المعارض الشيشاني عبد الحكيم، زاعماً أن بينهما خلافات شخصية.
ونفى في الوقت نفسه تلقيه أي تعليمات من أي جهة لاغتيال عبد الحكيم، خاصة ابن عم الرئيس الشيشاني آدم ديليمخانوف، أحد الاسمين اللذين أمرا باغتيال عبد الحكيم، وقال راساييف في اعتراف إنه يعرف كازبيك دوكوزوف لأنه ساعده في حل مشكلة ما.
في المقابل أكد رافشان أحمدوف أحد الجواسيس الستة، في اعترافه أن بيسلان راساييف كانت لديه مشاكل مع الشيشان المعارضين المقيمين في تركيا.
وقال أحمدوف "شاهدت بيسلان يجرى مكالمات فيديو مع آدم ديليمخانوف وكازبيك دوكوزوف المعروفين في الشيشان وروسيا، وظهرت خلال تلك المكالمات المشاكل التي كانت بين بيسلان والمعارضة الشيشانية المقيمين في تركيا.
تضارب الاعترافات
وبحسب تحقيقات المدعي في القضية، لم يستطع المتهمون إثبات قدومهم إلى تركيا من أجل العمل بعد تضارب اعترافاتهم حول المال المضبوط بحوزتهم، وكذلك الأسلحة التي ضبطها في سقف الحمام، إضافة صور الهوية وجوازات السفر.
كم تضاربت اعترافاتهم مع صور كاميرات المراقبة، التي كشفت أنها لم تكن مناسبة لمسار العمل الذي تحدث به المتهمون، وظهر التناقض بين اعترافات المتهمين حين تم سؤالهم عن كيفية ووقت الحصول على الأسلحة المضبوطة، ولم يتمكن المشتبه بهم، الذين أدلوا أيضاً بتصريحات تتعارض مع مهنتهم ووضعهم الاجتماعي، تفسير سبب وجودهم في تركيا.
اغتيالات في أوروبا
وبحسب تقرير جريدة صباح التركية، التي نشرت تفاصيل التحقيقات مع شبكة التجسس الروسية، فقد تورطت تلك الشبكة أو بعض أفرادها في عمليات اغتيال أو محاولة اغتيال للعديد من المعارضين الشيشان والروس في أوروبا، خلال الفترة الماضية، مثل بول كليبنيكوف، مواطن أمريكي من أصل روسي، الذي اغتيل عام 2004، وكذلك الصحفي المناهض لروسيا جيورجي غابونيا، أحد المستهدفين الذين دبر لهم كازبيك دوكوزوف محاولة اغتيال عام 2020.
هذا بالإضافة إلى ويان سيرغونين، نائب رئيس وزراء الشيشان السابق الذي اغتيل عام 2004، ويُزعم أن منظم محاولة الاغتيال كان كازبيك دوكوزوف، فيما توفي المعارض الشيشاني ممخان عمروف، الملقب بـ"أنزور"، في عملية اغتيال في فيينا في النمسا عام 2020.
ويُزعم أن كازبيك دوكوزوف هو منظم عملية الاغتيال، كما قتل المعارض الشيشاني سليم يامادايف في دبي، حيث أمر آدم ديليمخانوف باغتياله، وكذلك عمر إسرائيلوف، الذي أمر آدم ديليمخانوف هو الآخر باغتياله، بحسب جريدة صباح التركية.