نادي الغولف التاريخي بلبنان يدخل حلبة الصراع في البلاد.. مقترح إيراني بهدمه وخصوم حزب الله يرفضون

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/17 الساعة 17:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/17 الساعة 18:06 بتوقيت غرينتش
صورة من اشتباكات لبنان - رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته يوم الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021 إن من ينظر إلى ملعب الغولف الأخير المتبقي لبنان، بمساحاته الخضراء المقوَّمة وممراته المليئة بأشجار النخيل وإطلالاته الساحرة على البحر المتوسط، لا يكاد يصدق أن الصراعات حوله باتت رمزاً واضحاً لانجراف البلاد المتسارع نحو الفوضى.

إذ تأسس "نادي غولف لبنان" في عام 1923، وهو واحة فريدة من المساحات الخضراء المغلقة في بيروت ذات المباني الخرسانية الضخمة والمعارك التي لا تنتهي، وآخرها الاشتباك الذي اندلع في بيروت ووصف بأنه أسوأ عنف طائفي تشتعل بين مسلحين مسيحيين ومسلمين منذ أكثر من عقد.

نادي الغولف يستقطب أثرياء لبنان

لكن النادي الذي يستقطب في الغالب أثرياء بيروت من غير المسلمين إلى حي المسلمين الشيعة الفقير نسبياً والواقع بالقرب من المطار، لا يزال عالقاً في التوترات الجيوسياسية الأوسع نطاقاً والانقسامات الاقتصادية التي تجيش بها البلاد.

للوهلة الأولى، يبدو نادي الغولف في لبنان وكأنه عودة إلى الأيام الخوالي قبل الحرب الأهلية، عندما كانت بيروت تُلقب باسم "باريس الشرق الأوسط". وهو نادي الغولف الوحيد الذي لا يزال يعمل من 4 نوادي غولف كانت تمتلكها لبنان في السابق، وقد نُقل في عام 1963 لإفساح المجال للمطار الجديد، وعوضاً عن ذلك، حصل النادي على قطعة أرض قريبة من موقعه القديم بإيجار رمزي، حيث يمكن للأعضاء والضيوف لعب الغولف والتنس وممارسة الباحة في مرافق النادي.

يقول معن الخليل، وهو رئيس مجلس البلدية ومن أنصار حزب الله، إن النادي تجاوزه الزمن، فهو يدفع "أقل من 10 سنتات للمتر" إيجاراً للدولة مقابل أراضيه التي تبلغ مساحتها 100 فدان، ولم يدفع الرسوم المحلية منذ 5 سنوات على الأقل، مانعاً عن المجلس أموالاً كان يمكن استخدامها لتحسين أموال البنية التحتية وترميم مبانٍ وإنشاء مراكز صحية وإقامة مدارس جديدة. ويُريد الخليل أن يُهدم النادي بالجرافات لإفساح المجال لمحطة كهرباء، تمولها إيران، التي تقع سفارتها بالقرب من هذا الموقع.

جاء الاقتراح بعد أن التقى وزير الخارجية الإيراني الجديد، حسين أمير عبداللهيان، مسؤولين حكوميين لبنانيين في وقت سابق من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021، وفي محاولة لحل أزمة الطاقة التي تعانيها البلاد، أعلن أن الشركات الإيرانية "مستعدة لبناء محطتين للطاقة في لبنان في غضون 18 شهراً".

عرض إيراني 

ردَّ الخليل على العرض الإيراني بمنشور على موقع فيسبوك في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021 قال فيه: "‏نرحب بالهبة الإيرانية لتقديم محطة توليد كهرباء بقوة 1000 ميغاوات ضمن عقار ‎ نادي الغولف في ‎ الغبيري لإنارة  الضاحية الجنوبية وجبل لبنان وبيروت".

في المقابل، أعقب ذلك احتجاجات من الخصوم السياسيين لحزب الله من المسيحيين والدروز، وكذلك من "الحركة البيئية اللبنانية"، التي صرحت بأن "رئة الضاحية الجنوبية مهددة".

مع ذلك، فإن الخطط أصابت وتراً حساساً في جنوب بيروت، حيث طالت معاناة السكان الذين لا تصل إليهم الكهرباء التي توفرها الدولة إلا ساعتين أو 3 ساعات يومياً، وحتى ذلك فقدوه بعد الإغلاق المؤقت لمحطتي كهرباء دير عمار والزهراني الأسبوع الماضي، بسبب نقص الوقود.

الامتناع عن سداد مستحقات

من ناحية أخرى يزعم عماد حمدان، محامي نادي الغولف، أن مبلغ 350 مليون ليرة لبنانية من الرسوم المحلية (تصل إلى نحو 314 ألف دولار بسعر الصرف الرسمي) التي يتهم رئيس البلدية النادي بالامتناع عن سدادها منذ عام 2016 ليس لها أساس قانوني. وقال إنه يأمل في أن تحل القضية قبل نهاية العام.

كذلك قال رئيس النادي كريم سلام، إن النادي كبش فداء، وإنه "لما كان الناس مستائين من أزمة الكهرباء، فقد ألقي إليهم النادل على أنه السبب".

مثل معظم الشركات اللبنانية، يقول النادي إنه تضرر من انهيار العملة- التي فقدت 90% من قيمتها في عامين- وارتفاع تكلفة الوقود، الذي يحتاج إلى 1.5 طن منه يومياً للإبقاء على مولداته قيد التشغيل. وقد توقف النادي عن تلقي طلبات عضوية جديدة، بسبب أسعار الصرف شديدة التقلب وعدم اليقين بشأن مستقبله.

في سياق متصل يقول نعمت إفرام، وهو نائب ماروني استقال من المجلس في أعقاب انفجار مرفأ بيروت: "لبنان يمكنه أن يكون جسراً بين الشرق والغرب، لكن يجب أن نسترجع سماته الوراثية. نحن بحاجة إلى بناء عقدٍ وطني جديد. ونعلن أننا لسنا غنائم في أي صراع. ولسنا جائزة تُمنح لأي منتصر".

تحميل المزيد