نشطاء يطلقون حملة “فيسبوك يعدمنا” رفضاً لانحيازه لإسرائيل.. يطالبون بحماية محتوى “القضية الفلسطينية”

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/09 الساعة 17:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/09 الساعة 17:46 بتوقيت غرينتش
مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لفيسبوك/رويترز

تفاعل نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، في حملة مستمرة منذ أيام، ضد قيود شبكة "فيسبوك" التي تستهدف المحتوى العربي، خاصةً المتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع والتي خلَّفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين. 

النشطاء على فيسبوك قاموا بتجميع نداءات للداعمين المختلفين لحملتهم ونشروها على صفحة أنشأوها تحت اسم "نهاية الإعدام الرقمي"، الأربعاء 9 يونيو/حزيران 2021، وذلك بعد ساعات من تدشينها حملة إلكترونية، باسم "فيسبوك يعدمنا"، لجمع مليون توقيع، ضد سياسات للمنصة الشهيرة تراها "استهدافاً" للمحتوى العربي.

آلاف المتابعين 

الناشطة هبة إسماعيل، من لبنان، أطلقت نداءاتها متجاوبةً مع الحملة، وقالت في مقطع فيديو منشور على الصفحة: "أنا هبة إسماعيل من لبنان، مثلي مثل كثير، كان لديَّ حساب على فيسبوك، ومع تفاعلي مع القضية الفلسطينية تم تعطيل حسابي، يوماً ثم 3 أيام فأسبوعاً ثم أُلغيَ نهائياً".

أفادت الصفحة التي ظهرت للنور، الجمعة الماضي، على فيسبوك، وتضم حالياً أكثر من 70 ألف متابع، بأن "هبة ضحية للإعدام الرقمي، وتم إعدام حسابها في 21 مايو/أيار 2021، بسبب منشور تعاطف مع أطفال فلسطينيين استُشهدوا".

واجهت فيسبوك وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي العالمية، اتهامات آنذاك بالتحيّز ضد المحتوى الفلسطيني والعربي خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها القدس والضفة، منذ 13 أبريل/نيسان 2021 وحتى وقف إطلاق النار في غزة فجر 21 مايو/أيار 2021، عقب 11 يوماً من الهجمات الإسرائيلية الوحشية.

حملة شعبية ضد فيسبوك 

تعرّف الحملة نفسها على صفحتها بأنها "شعبية غير مسيَّسة ولا يموّلها أحد، وليس لها أجندة إلا الدفاع عن حرية تعبيرنا وقضايانا ومقدساتنا في الفضاء الرقمي"، وتعد متابعتها إقراراً بالمطالبة بالعدل الرقمي.

من جانبه، قال الأردني محمود الشريف مدير حملة "فيسبوك يعدمنا"، لـ"الأناضول"، إن مطلبهم واحد، وهو حشد مليون صوت عربي على صفحة الحملة، كي يساعدوا "فيسبوك" على إصلاح سياسته وبرمجياته التي ترى في كل المحتوى العربي خطابَ "عنفٍ وكراهية".

أكد الشريف أنهم يؤمنون بأن "جُل ما تقوله مجتمعاتنا لا يحتوي على خطاب عنف وكراهية".

بدوره أوضح الأردني خالد طه أحد المسؤولين عن الحملة، لـ"الأناضول"، أن القائمين عليها مجموعة من الخبراء في الذكاء الصناعي ومنصات التواصل الاجتماعي، ومن المؤثرين العرب على مواقع التواصل، ونشطاء وكفاءات مستقلة، دون ذكر عددهم.

بحسب بيان للحملة الثلاثاء، فالقائمون عليها يستهدفون وضع حلول أمام فيسبوك لإزالة تحيُّز برمجياته ضد المحتوى العربي الآمن، وذلك عبر إشراك المؤثرين والخبراء العرب في تطوير سياسات وأنظمة المنصة.

إشارات تحذيرية من فيسبوك 

بحسب الحملة، "أرسلت فيسبوك إشارة تحذيرية مرافقة للتقييد تقول إن كلمة الأقصى تندرج تحت بند عنف أو منظمة خطيرة، كما صنفت العديد من صور الاحتجاجات الفلسطينية على أنها تحرش أو بلطجة".

وردت إلى الحملة وفق البيان ذاته، "آلاف الرسائل، كثير منها يوثق شكاوى إعدامات رقمية تعرض لها أصحاب حسابات عربية في الأحداث التي ترافقت مع إجلاء قسري لسكان الشيخ جرّاح في القدس، وعمليات عسكرية طالت حياة مدنيين في غزة".

كما اشتكى المئات، وفق الحملة، "من استمرار تعرُّض حساباتهم ومنشوراتهم للإعدام الرقمي حتى بعد وقوع التهدئة الميدانية ولغاية اليوم".

تحت هاشتاغَي (وسمَي)، #فيسبوك_يعدمنا، و#EndDigitalExecution (نهاية الإعدام الرقمي)، بدأت الشكاوى تصل للحملة، بحسب ما ذكره الشريف، لـ"الأناضول".

أوضح أن الشكاوى التي وصلت إليهم، سوف يتم فرزها وتصنيفها، وهي بمثابة شهادات موثقة لمن تم "إعدامهم رقمياً". وأضاف أن حجم التفاعل مع الحملة كبير جداً، وبمجرد الإعلان عنها جمعت نحو 70 ألف ناشط على صفحتها، ووصلت وشاهدها ملايين الناس على وسائل التواصل.

تفاعل كبير 

أشار إلى أن هناك تفاعلاً كبيراً على الصفحة فاق عشرة آلاف منشور وتعليق وتداول لوسم #فيسبوك_يعدمنا.

لفت إلى أن "شعار الحملة بدأ يتحول إلى تريند صاعد باللغتين العربية والإنجليزية، ويلفت انتباه الجميع في المنطقة".

حازت الحملة دعماً على صفحتها من نشطاء ومشاهير عرب بارزين، حيث تساءلت الناشطة الفلسطينية الأصل منى حوا، قائلة: "حتى اسم فلسطين نكتبه بلا نقاط؛ حتى لا ينتهي الحساب تحت المقصلة، بأي حق؟".

انحياز للاحتلال!

قال المنشد الفلسطيني كفاح زريقي: "الفيسبوك ينحاز للاحتلال، ويعدم العديد من الحسابات الداعمة للقضية الفلسطينية".

انضمت الإعلامية في شبكة "الجزيرة" القطرية علا الفارس، إلى الحملة، وقالت: "قُمِعنا واقعياً ورقمياً، ومع ذلك لن نصمت.. معاً ضد القمع الرقمي".

كما انضم الفنان السوري يحيى حوى إلى الحملة وكتب: "أصبح ممنوعاً علينا ذكر أسماء شهدائنا، اكتشفنا وللأسف أننا نعاني من احتلال رقمي في وسائل التواصل الاجتماعي".

لم يصدر تعقيب من إدارة فيسبوك على ما ذكرته تلك الحملة، التي تتنشر بين جنبات منصتها الأشهر عربياً.

في 17 مايو/أيار 2021، تلقى سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، رسالة من إدارة "فيسبوك"، أعربت فيها عن اعتذارها ونيتها تصحيح الأخطاء، رداً على شكوى رسمية بخصوص تقييد وإزالة المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية.

تحميل المزيد