اعتدى مستوطنون إسرائيليون، الخميس 6 مايو/أيار 2021، على موائد إفطار رمضانية نُصبت في حيّ "الشيخ جراح" وسط القدس المحتلة؛ تضامناً مع المنازل الفلسطينية المهددة بالإخلاء لصالح المستوطنين.
إذ أفاد شهود عيان بأن مستوطنين رشوا غاز الفلفل على الصائمين بالتزامن مع موعد الإفطار. وذكروا أن الفلسطينيين الموجودين بالمكان تصدوا لاعتداءات المستوطنين، قبل أن تندلع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات إسرائيلية شاركت في الاعتداءات إلى جانب المستوطنين.
بدء اعتداءات المستوطنين
في حين أظهر شريط تداوله صحفيون على وسائل التواصل الاجتماعي، بدء المستوطنين بالاعتداءات، ليردَّ المواطنون المقدسيون على الاعتداء، بالدفاع عن أنفسهم.
في المقابل يسود منذ أيام، التوتر في حي "الشيخ جراح" عقب تهديد إسرائيل عدداً من العائلات المقدسية بإخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية.
من جانبها أقدمت المحكمة الإسرائيلية العليا، الخميس 6 مايو/أيار 2021، على إرجاء قرار إخلاء الفلسطينيين منازلهم في حي الشيخ جراح، وذلك بعد أن رفض أهالي الحي طلب المحكمة التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع المستوطنين العازمين على الاستيلاء على منازلهم، مؤكدين مواصلتهم الدفاع عن حقهم.
بحسب وسائل إعلام محلية فإن المحكمة قد أرجأت قرارها إلى الـ10 من مايو/أيار 2021؛ وذلك تحت وقع احتجاجات شعبية وتنديد دولي.
قرار الأهالي محسوم
كانت المحكمة العليا قد أمهلت قبل ذلك أهالي الحيّ، للتوصّل إلى اتفاق مع المستوطنين حول منازلهم قبل إخلائها، لكن الجواب كان عند الأهالي محسوماً، وهو تمسّكهم بمنازلهم.
حيث قدم أهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، ردَّهم إلى المحكمة العُليا الإسرائيلية، الخميس، مؤكدين رفضهم أي صفقة مع المستوطنين، بشأن إخلاء منازلهم.
بحسب التفاصيل المتوافرة، فإن الرفض القاطِع من قِبل الأهالي، جاء أساساً لأن الاتفاق الذي عرضه مستوطنون، ينص على اعتراف الأهالي بملكية المستوطنين للأرض، واعتبار الأهالي "مستأجرين محميّين".
في المقابل دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيلَ إلى التخلي عن قرارها بناء مستوطنات جديدة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مُحذّراً من تداعيات إجراءات سلطات الاحتلال المتمثلة بسرقة وهدم المباني وتهجير الفلسطينيين بالقدس المحتلة، ومشدّداً في الوقت ذاته على أن الاتحاد لن يعترف بالتغييرات التي ستُجرى على حدود عام 1967، وضمنها القدس، دون اتفاق.
احتجاجات وقمع واعتداء
من ناحية أخرى واصلت القوات الإسرائيلية القمع والاعتداء على المعتصمين في حي الشيخ جراح، تصدياً لمخطط إجلاء عائلات فلسطينية وتسليم عقاراتها ومنازلها للمستوطنين.
حيث اقتحمت قوات الاحتلال، مساء الأربعاء، منزل عائلة الكرد المهدد بالإخلاء، واعتدت على السكان فيه، كما أطلقت قنبلة غاز مسيل للدموع داخله.
ووفقاً للهلال الأحمر بالقدس، سجلت 22 إصابة من جرّاء اعتداءات قوات الاحتلال على المعتصمين في حي الشيخ جراح، مساء أمس، حيث تم نقل إصابتين للمستشفى، وباقي الإصابات تم علاجهم ميدانياً، من جرّاء الاختناق من الغاز والضرب المبرح.
أفاد شهود عيان بأن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على المقدسيين الذين حضروا للاعتصام في المنازل الأربعة المهددة بالاستيلاء عليها لصالح المستوطنين، كما أطلقت تجاههم قنابل الغاز المُسيل للدموع والقنابل الصوتية ورشتهم بالمياه العادمة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة ناشطين على الأقل، بادعاء "الإخلال بالنظام والاعتداء على عناصر الشرطة"، حسبما جاء في بيان صدر عن شرطة الاحتلال.
كذلك قال شهود عيان إن جنود الاحتلال رشوا عدداً من المعتصمين بالمياه العادمة، فيما ردد المستوطنون الهتافات العنصرية الداعية إلى الاعتداء على العرب وتفريغ حي الشيخ جراح من سكانه.
الحي مهدد بالزوال
وفيما تتهدد أربع عائلات مقيمة في هذا الحي، تضم 30 فرداً، بينهم 10 أطفال، بإخلاء منازلهم فوراً، سلم الاحتلال 3 عائلات أخرى تضم 25 فرداً بينهم 8 أطفال، موعد إخلاء حتى مطلع أغسطس/آب 2021.
إضافة إلى من حُدد موعد ترحيلهم بشكل نهائي، فإن أكثر من 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي مهددون بالترحيل في أي لحظة على أيدي جمعيات استيطانية، بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، التي أصدرت مؤخراً قراراً بحق العائلات السبع المذكورة.
يُذكر أنه منذ عام 1972، يواجه أهالي الشيخ جراح مخططاً إسرائيلياً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم، بزعم أن الأرض التي بُنيت عليها منازلهم من طرف الحكومة الأردنية، كانت مؤجرة في السابق، قبل قيام دولة الاحتلال، لعائلات يهودية.