كشفت وكالة رويترز، مساء الأربعاء 24 مارس/آذار 2021، على لسان مصادر بقطاع التأمين، أن مالك واحدة من كبرى سفن الحاويات في العالم، والعالقة بقناة السويس حالياً، يواجه هو وشركات التأمين مطالبات بملايين الدولارات حتى لو أعيد تعويم السفينة سريعاً.
إذ قالت هيئة قناة السويس في بيان، إن السفينة (إيفر جيفن)، البالغ طولها 400 متر وحمولتها 224 ألف طن، جنحت صباح الأربعاء، بعد أن اختل توجيهها وسط رياح عاتية وعاصفة ترابية، مما يهدد بتعطيل شحنات عالمية لأيام.
إعادة تعويم السفينة
قالت شركة وكالة الخليج للخدمات البحرية في دبي، إن السلطات ظلت تعمل على إعادة تعويم السفينة بعد ظهر اليوم، وإن معلومات سابقة عن إعادة تعويم جزئية كانت غير دقيقة.
فيما قال وكلاء تأمين وسماسرة، إن مالك السفينة، شركة شوي كيسان كيه.كيه اليابانية، وشركات التأمين قد يواجهون مطالبات من هيئة قناة السويس عن فاقد الإيرادات ومن السفن الأخرى التي تعطلت حركتها.
من جانبه قال ديفيد سميث، مدير مكتب سمسرة التأمين البحري مكجيل وشركاه: "كل الطرق تؤدي إلى السفينة". ولم يتسنَّ التواصل مع شركة شوي كيسان للحصول على تعليق.
سفن الحاويات الكبيرة
تقول مصادر قطاع التأمين، إن سفن الحاويات من هذا الحجم يكون مؤمَّناً عليها عادة ضد الأضرار التي قد تلحق بالهيكل والمعدات. وقال مصدران، إن السفينة مؤمَّن عليها في السوق اليابانية.
في حين تتحمل الشركة المؤمِّنة على الهيكل والمعدات تكلفة عملية إنقاذ السفينة أيضاً.
قال محامٍ بمجال الشحن البحري، طلب عدم نشر اسمه: "لعلها أكبر كارثة تحل بسفينة حاويات في العالم دون أن تضيع السفينة نفسها".
فيما قال مارتن شوتيفاير، المتحدث باسم شركة الخدمات البحرية الهولندية "بوسكاليس"، لـ"رويترز"، إن وحدتها "سميت" لإنقاذ السفن كُلفت بالمشاركة في العملية. ويتجه فريق من نحو عشرة أفراد إلى مصر.
مُلاك حمولة السفينة
من المرجح أيضاً أن يطالب مُلاك حمولة السفينة وحمولات السفن الأخرى العالقة في القناة بتعويضات من الشركة المؤمِّنة على السفينة عن أضرار بسلع قابلة للتلف أو تأخر تسليمات.
قال ماركوس بيكر، رئيس النقل البحري والشحن لدى مارش للسمسرة التأمينية: "استمرار تكدُّس السفن يُحدث مشاكل هائلة في سلاسل الإمداد".
من جانبه قال نادي الحماية والتعويض البريطاني، في بيان، لـ"رويترز" بالبريد الإلكتروني، إنه جهة الحماية والتعويض للسفينة "إيفر جيفن"، لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ويغطي هذا النوع من التأمين المطالبات المتعلقة بالتلوث والإصابات البشرية.
في حين قال سميث من مكتب مكجيل، إنه من المرجح أن يعاد التأمين على الجانب الأكبر من مطالبات التأمين هذه، من خلال برنامج تديره مجموعة نوادي الحماية والتعويض العالمية.
30 سفينة عالقة
قالت مصادر محلية، إن هناك 30 سفينة على الأقل عالقة إلى الشمال من "إيفر جيفن"، وثلاث سفن إلى الجنوب. وقد تكون هناك عشرات السفن المتوقفة أيضاً عند المدخلين الشمالي والجنوبي للقناة.
شركة كبلر لتحليل البيانات قالت إن التعطيلات تؤثر على أكثر من 20 ناقلة محمَّلة بالنفط الخام والمنتجات المكررة.
فيما قال راهول خانا، مدير استشارات المخاطر البحرية لدى "أليانز جلوبال كوربريت آند سبيشياليتي"، إنه قد تكون هناك مطالبات أيضاً عن أضرار لحقت بالقناة. وتُظهر صور عرضتها هيئة قناة السويس، حفاراً يرفع الرمال والصخور عند ضفة القناة حول مقدمة السفينة.
في حين أن جنوح السفن هو السبب الشائع لحوادث الشحن البحري في القناة، وقد شهدت الأعوام العشرة الأخيرة 25 حادثاً من ذلك النوع، وفقاً لـ"أليانز جلوبال كوربريت".
لكن من المستبعد أن تواجه شركات التأمين مطالبات تتعلق بتسرب مواد إلى مياه القناة. وقالت شركة بنهارد شولته لإدارة السفن، وهي المدير الفني للسفينة، إنه لم ترِد تقارير عن وقوع تلوث.