قالت صحيفة The Telegraph البريطانية، الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021، إن إسرائيل تستعين بوحدة رفيعة المستوى لنشر قنوات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والفارسية بهدف التودد إلى الشباب العربي في أعقاب اتفاقات التطبيع، ولمحاولة بناء صداقات مع الدول الإسلامية وتحذيرها مما تصفه بالتهديد الذي تُشكّله إيران.
يعمل بهذه الوحدة الرقمية، التي توجد داخل مقر الشؤون الخارجية لحكومة إسرائيل، فريق من الشباب الذين يجيدون عدة لغات ونجحوا في اجتذاب ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وإنستغرام.
حيث زادت وحدة الشبكات الاجتماعية الإسرائيلية من إنتاجها بنسبة 20% منذ توقيع اتفاقيات التطبيع، وحصدت أكثر من 800 مليون مشاهدة لصفحاتها هذا العام، أي ما يقرب من ضعف الرقم عام 2019، بحسب الصحيفة البريطانية التي وصفت تلك الوحدة بأنها تمثل القوة الناعمة لتعريف العرب بوجهة النظر الإسرائيلية في القضايا الأمنية الكبرى، مثل "التهديد الذي يشكله النظام الإيراني، والجماعات التي تعمل بالوكالة عنه في المنطقة".
نقطة تحول كبيرة
يوناتان غونين، رئيس فريق اللغة العربية في وحدة الشبكات الاجتماعية الإسرائيلية، والبالغ من العمر 34 عاماً، ذكر لصحيفة Sunday Telegraph أن تلك الوحدة هي نقطة تحول كبيرة، مضيفاً أن عملهم على الإنترنت وضع بعض الأسس لاتفاقات التطبيع.
فلولا مواقع التواصل الاجتماعي، لما كانت إسرائيل قادرة على الوصول إلى مثل هذا الجمهور الكبير في العالم العربي، لأن تل أبيب لا تربطها علاقات رسمية مع معظم الدول العربية، ومعظم وسائل الإعلام العربية شديدة العداء لها، يقول غونين.
رغم أن معظم التعليقات على القنوات الإسرائيلية بمواقع التواصل الاجتماعي ليست إيجابية، حيث ينتقد بعض العرب معاملة الإسرائيليين للفلسطينيين، إلا أن غونين يتعشم أن تجذب ما وصفها بالدبلوماسية الناعمة الإسرائيلية بعض العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تمنحهم مواقع التواصل الاجتماعي خط اتصال مباشراً مع "رجل الشارع"، على حد قوله.
صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"
من المنصات الشهيرة لوحدة الشبكات الاجتماعية الإسرائيلية، صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" على فيسبوك التي تضم 2.8 مليون متابع. ويصور أحد منشوراتها الأخيرة، الذي حصد أكثر من 6000 "إعجاب"، مجموعة من العرب المبتهجين، بينهم فتاة ترتدي الحجاب، يجلسون في مطعم في دبي مع سياح إسرائيليين.
كان التعليق الإسرائيلي على هذه الصورة: "تختلف لغاتنا، وتتنوع أصولنا، لكننا جميعاً بشر".
وفقاً للصحيفة البريطانية، تدير هذه الوحدة أيضاً قنوات تواصل اجتماعي باللغة الفارسية تصل إلى حوالي مليون مستخدم في إيران، التي تُعدّ العدو اللدود لإسرائيل.
من جهته قال يفتاح كورييل، رئيس الدبلوماسية الرقمية في الوحدة الإسرائيلية، إنهم يريدون أن يُظهروا للإيرانيين أنهم "ليسوا أعداء لإسرائيل"، وأن هناك تعاطفاً واسع النطاق مع مَن وصفم بأنهم يعانون من "الخراب الاقتصادي والقمع في طهران".
السعودية ستلحق بالإمارات في التطبيع
في حين يوجد ما يصل إلى ثلث متابعي الوحدة البالغ عددهم 400 ألف متابع على موقع "تويتر" في أقوى دولة خليجية، وهي المملكة العربية السعودية، التي قد تلحق بالإمارات قريباً في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، طبقاً لما أوردته صحيفة The Telegraph البريطانية.
بينما يركز جزء كبير من إنتاج الوحدة على دول الخليج، وبشكل متزايد على المغرب، فهي تعمل أيضاً على التودد إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية.
تجدر الإشارة إلى أن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أشار في 17 يناير/كانون الثاني 2019، إلى تعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في قطاع التكنولوجيا والتجسس، وفيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي.
جدير بالذكر أنه خلال العام 2020، وقعت أربع دول عربية اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وأثارت اتفاقات التطبيع تلك غضباً ورفضاً واسعاً في العديد من الدول العربية والإسلامية.