في أول تعليق له على التظاهرات التي تشهدها البلاد، قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، الإثنين 18 يناير/كانون الثاني 2021، إنه على علم بالأطراف كافةً التي تتاجر بالفقر وتسعى لتوظيف الشباب لخدمة مصالحها الشخصية، وذلك في زيارة أجراها لحي الرفاه بالمنيهلة الذي شهد الأحداث الأخيرة.
سعيّد التقى بعض المواطنين التونسيين في أثناء زيارته للحي الذي شهد احتجاجات خلال الأيام القليلة الماضية، رفضاً للأوضاع الاقتصادية بالبلاد في الذكرى العاشرة للثورة التونسية، داعياً المواطنين إلى ترك المتاجرين بآلام المواطنين وعدم التجاوب معهم، مشيراً إلى أن هؤلاء المتاجرين يعملون في الظلام.
رئيس تونس يزور أحد أحياء التظاهرات
كذلك قال الرئيس التونسي في حديثه مع المواطنين: "لا تتعرضوا لأملاك الناس ولمؤسسات الدولة، هناك أطراف تستغل الليل للسطو والسرقة، لكن شباب تونس الثائر لم يكن قط لصاً".
فيما أشار رئيس البلاد إلى أنه من الشعب وسيبقى منه، ويعرف جيداً الشباب الذي يواجه الفقر ولديه الحق في التعبير عن رأيه، داعياً المتظاهرين إلى عدم التعرض لأعراض الناس وممتلكاتهم.
تأتي تصريحات قيس سعيّد، بعد إعلان السلطات التونسية عن اعتقال أكثر من 600 شخص بعد الليلة الثالثة على التوالي من الاضطرابات التي تشهدها عدة مدن تونسية، فيما نُشرت قوات من الجيش في بعض المناطق، حسبما أفادت وزارة الداخلية، الإثنين.
حيث اندلعت الاضطرابات بعد أيام على الذكرى العاشرة لسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011.
الحد من إصابات كورونا
تزامنت الذكرى مع فرض إغلاق عام، الخميس انتهى الأحد؛ لمحاولة الحدّ من الارتفاع الحاد في عدد الإصابات بكوفيد-19، يرافقه حظر تجوّل اعتباراً من الساعة الرابعة بعد الظهر.
المتحدث باسم وزارة الداخلية، خالد الحيوني، كشف أن إجمالي عدد الموقوفين بلغ 632 شخصاً، أبرزهم "مجموعات من الأفراد أعمارهم بين 15 و20 و25 عاماً، تقوم بحرق العجلات المطاطية والحاويات بهدف عرقلة تحركات الوحدات الأمنية". وقالت وزارة الدفاع، إن الجيش انتشر في عدة مدن.
فيما تعرضت الشرطة، ليل الأحد، لليلة الثالثة على التوالي، للرشق بالحجارة ومقذوفات أخرى، ردَّت عليها باستخدام الغاز المسيل للدموع بعدد من البلدات. كما جرت أعمال نهب في بعض المناطق.
انتشار الجيش التونسي في مدن عديدة
من جانبه أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد زكري، لوكالة فرانس برس، الإثنين، بأن قوات الجيش انتشرت في عدة مدن عبر البلاد.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسي الحيوني، عبر إذاعة "موزاييك" الخاصة، إنّ المحتجين الموقوفين رشقوا قوات الأمن بالحجارة واشتبكوا معها.
الحيوني أضاف أن "الاحتجاجات لا تكون ليلية (…) إنما في النهار وفي إطار القانون وفي إطار عدم القيام بأفعال إجرامية مثل الاعتداء على أملاك الناس والسرقة والنهب، خصوصاً أننا في فترة حظر تجول".
في الوقت نفسه لم يُعرف على الفور ما إذا كان هناك مصابون بين المحتجين الموقوفين، فيما لم يوضح الحيوني الاتهامات التي ستوجه إلى المعتقلين.
احترام حقوق الإنسان في تونس
من جانبه دعت منظمة العفو الدولية، الإثنين، الشرطة إلى "احترام حقوق الذين توقّفهم أياً كانت أسباب وظروف التوقيفات".
إذ أعربت المنظمة غير الحكومية، في بيان، عن قلقها حيال الشهادات الواردة عن تعرض محتجين للعنف وتوقيف ناشط كان يتظاهر سلمياً صباح الإثنين.
والتظاهرات محظورة حالياً في تونس، بسبب تفشي وباء كوفيد-19. لكن عشرات الأشخاص تظاهروا، الإثنين، وسط العاصمة التونسية، منددين بتفشي الفقر وكذلك بـ"الفساد" و"القمع" الذي تُتَّهم الشرطة بممارسته.
لكن الشرطة اعترضتهم على مقربة من وزارة الداخلية.