وجَّه الشاب الأردني "صالح"، ضحية الجريمة البشعة التي باتت تُعرف بـ"جريمة الزرقاء"، الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020، رسالة مباشرة إلى العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، عبر مقطع فيديو، يناشده فيها أخذ حقه وإعدام مرتكبي الجريمة، التي هزت المملكة والعالم العربي.
وتداول آلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن وخارجه، مقطع الفيديو الذي صوَّره الضحية البالغ من العمر 16 سنة فقط، بعد أن نالت قضيته تعاطفاً واسعاً، عقب إقدام مجموعة من الأشخاص على الاعتداء عليه ببتر يديه وفقء عينه؛ ثأراً من جريمة أخرى قام بها أحد أقربائه.
الشاب الأردني ناشد الملك في مقطع الفيديو، المؤثر، الذي لم يستطع فيه كبح دموعه، أخذ حقه من الذين اعتدوا عليه، كما طلب منه أيضاً العفو عن والده السجين، الذي تم اعتقاله بعد أن أدين في جريمة قتل.
هذه الرسالة وجهها الضحية الأردني، بعد أن تفاعل الملك عبدالله الثاني، مع الحادثة التي هزت البلاد. حسب قناة "المملكة" الأردنية، فإن الملك أصدر توجيهات بالعناية الصحية بالضحية، وتوفير العلاج اللازم له، كما "أكد ضرورة اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروّع المجتمع".
كما أمر الملك بنقل الشاب إلى مدينة الحسين الطبية لتلقي العلاجات الضرورية.
تفاصيل مرعبة: بعد ساعات من الجريمة البشعة التي هزّت الأردنيين في منطقة الزرقاء بتفاصيلها المؤلمة، خاصة بعد أن وثّقتها عدسات الكاميرا، خرج ضحية "جريمة الزرقاء" ليروي تفاصيل ما تعرَّض له من تعذيب ومحاولة قتل من قِبل مجموعة من الأشخاص.
في تفاصيل ما حدث معه، قال الضحية لقناة "رؤيا" الأردنية، الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنه كان ذاهباً ليشتري الخبز، ورأى أحد الأشخاص من العصابة وقام بالهرب منه، ورأى باص نقل صغيراً وطلب منه أن يوصله لمنطقة معينة، حيث تبيَّن لاحقاً أن سائق الباص كان من العصابة التي خطفته.
كما أضاف الفتى أنه في لحظة ركوبه بالباص، قال السائق للفتى صالح: "إذا بتفتح ثمك بطعنك في المفك"، وقام بتحميل شخص آخر في الباص وبدأ يضربه بـ"جنط السيارة"، وقاموا بنقله إلى أحد المنازل وفعلوا جريمتهم البشعة.
كان الفتى صالح يردد داخل الباص: "الله أكبر الله أكبر… يا رب اجعلها برداً وسلاماً عليّ"، على حد تعبيره، قبل أن يستدرك أنهم قاموا بنقله لأحد المنازل وبدأوا يتحرشون به ويعتدون عليه.
قال أيضاً: "حط إيدي على الطاولة وضربني بالبلطة عدة ضربات، وقام بفقء عينيّ بإدخال (موس) داخل عيني، ومن ثم إدخال أصابعه في عيني". وأكد أنه كان يصرخ: "الله أكبر الله أكبر"، وبدأوا بسبّ الذات الإلهية وأنا أُكبر.
كان عدد الأشخاص الذين خطفوا الفتى صالح 12 شخصاً (7 داخل الباص و5 في مركبة صغيرة) كانت خلفهم، بحسب رواية الفتى الأردني.
رواية الأمن: وسائل إعلام محلية قالت، نقلاً عن مصدر أمني، إن بلاغاً ورد إلى غرفة العمليات يفيد بوجود شخص مبتور اليدين في منطقة الشرق بمحافظة الزرقاء وملقىً بالشارع العام.
فيما هرعت القوات الأمنية إلى المكان، وعند الوصول للموقع تبيّن أنه حَدَث يبلغ من العمر 16 عاماً، ويعاني من بتر في يديه الاثنتين، وفقء عينيه الاثنتين على أثر جريمة قتل سابقة في مخيم الزرقاء.
فيما تم إسعاف الفتى إلى مستشفى الزرقاء الحكومي من قِبل الدفاع المدني، وهو في حالة سيئة، فيما بدأت السلطات تحقيقاتها؛ للوقوف على ملابسات القضية وإلقاء القبض على الجاني.
أما المجني عليه فقال وفقاً للناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية، إن مجموعة من الأشخاص وعلى أثر جريمة قتل سابقة قام بها أحد أقاربه، اعترضوا طريقه واصطحبوه إلى منطقة خالية من السكان، وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب والأدوات الحادة، فيما تم إلقاء القبض على مرتكبي الجريمة.
الملك يتفاعل مع الموضوع: كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن ملك البلاد، عبدالله الثاني، تابع تفاصيل العملية الأمنية التي نفذها الأمن العام للقبض على الأشخاص الذين ارتكبوا جريمة الزرقاء.
كما أكد الملك ضرورة اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروّع المجتمع، لافتاً إلى أهمية أن ينعم المواطنون بالأمن والاستقرار، ووجَّه الملك أوامر بتوفير العلاج اللازم لفتى تعرض لجريمة بشعة في محافظة الزرقاء.
كما أمر بإحاطة الفتى، البالغ من العمر 16 عاماً، بالعناية الصحية اللازمة، عقب الاعتداء.