أعلنت تركيا، الأحد 11 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن سفينتها "عروج ريس" ستجري، برفقة سفينتين أخريين، مسحاً زلزالياً شرق البحر المتوسط قرب الجزر اليونانية، خلال الفترة من 12 حتى 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وذلك بعد سحب السفينة من المياه المتنازع عليها، من أجل إنجاح المفاوضات مع أثينا.
فيما أدانت وزارة الخارجية اليونانية، الاثنين، قرار تركيا بإعادة سفينة أبحاث إلى شرق المتوسط، وأفادت الوزارة في بيان بأن الخطوة تشكل "تهديداً مباشراً للأمن والسلم الإقليميين".
مهام جديدة: سفينة "عروج ريس" من المقرر أن تقوم بمهام المسح السيزمي شرقي المتوسط، رفقة سفينتي "أطامان" و"جنكيز خان"، فيما تجري السفينة جميع أنواع المسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية والهيدروغرافية والأوقيانوغرافية (تتعلق بعلم البحار)، وفي مقدمتها البحث عن الموارد الطبيعية.
تعتبر "عروج ريس" إحدى السفن البحثية النادرة في العالم، وهي مجهزة بالكامل ومتعددة الأغراض، بحيث يمكنها إجراء مسح جيوفيزيائي زلزالي ومغناطيسي ثنائي وثلاثي الأبعاد.
كما يمكنها القيام بعمليات مسح زلزالي ثلاثية الأبعاد حتى عمق 8 آلاف متر، وعمليات مسح زلزالي ثنائية الأبعاد حتى عمق 15 ألف متر.
وفي وقت سابق سحبت أنقرة سفينتها "عروج ريس" مسبقاً من المياه المتنازع عليها "لإعطاء فرصة للدبلوماسية" قبل انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي.
تقارب تركي يوناني: وكشف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في وقت سابق أن بلاده واليونان قد اتفقتا على اتخاذ إجراءات لبناء الثقة وعقد محادثات استكشافية ثنائية بعد توتر بين البلدين دام أسابيع حول قضية شرق المتوسط.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن أوغلو التقى لفترة وجيزة مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس على هامش منتدى نظمته مؤسسة "غلوبسك" للأبحاث في سلوفاكيا.
إذ قال أوغلو إن تركيا واليونان قد اتفقتا على اتخاذ تدابير لبناء الثقة وعقد محادثات استكشافية ثنائية، كما أشار وزير الخارجية التركي إلى أن أنقرة ستستضيف الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية لدى استئنافها دون تحديد موعد لبدء المحادثات.
أزمة شرق المتوسط: تصاعدت حدة التوتر في منطقة شرقي البحر المتوسط، بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
تركيا أرسلت سفينتي مسح إلى أجزاء منفصلة في المنطقة، ما أثار احتجاجات شديدة من جانب قبرص واليونان اللتين تقولان إن أنقرة تتعدى على جرفهما القاري. في حين تقول تركيا إن لديها حقوقاً مشروعة في هذه المنطقة.
وليس هناك اتفاق بين اليونان وتركيا على ترسيم جرفهما القاري، في حين تقف تركيا في مواجهة أي مطالبات من جانب قبرص التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.