قال رئيس هيئة الطيران المدني الإثيوبية الإثنين 5 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن البلاد حظرت الطيران فوق سد النهضة الضخم لتوليد الكهرباء على النيل الأزرق لاعتبارات أمنية، وذلك في الوقت الذي تعهدت فيه رئيسة إثيوبيا بأن يبدأ السد في توليد الكهرباء خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، وسط خلافات مع مصر والسودان.
فقد تؤدي هذه الخطوة إلى تفاقم نزاع إثيوبيا مع مصر والسودان بشأن سد النهضة، بعد إخفاق جهود المحادثات بين الدول الثلاث حول مبادئ تعبئته وتشغيله، فيما تقول القاهرة إنه قد يهدد إمداداتها من المياه.
رئيس هيئة الطيران المدني الإثيوبي "وسينيله هونيجناو" أكد لرويترز عبر الهاتف حظر مرور جميع رحلات الطيران، وذلك "لتأمين السد"، فيما رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن أسباب الحظر.
المرحلة الثانية من ملء السد: وسبق أن صرحت سهلورق زودي رئيسة إثيوبيا في كلمة أمام البرلمان بأن "هذا العام سيكون العام الذي يبدأ فيه سد النهضة الإثيوبي العظيم في توليد الكهرباء من توربينين"، وأضافت أن العمل يجري للقيام بثاني عملية ملء للسد خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.
وأشارت الرئيسة الإثيوبية إلى أن بلادها أنجزت في يوليو/تموز 2020، عامها الأول من ملء السد بفضل سقوط المطر في المنطقة.
فيما قال الميجر جنرال يلما ميرداسا قائد القوات الجوية قبل أيام قليلة "إن إثيوبيا مستعدة تماماً للدفاع عن السد من أي هجوم".
خلاف مع الجيران: وفي الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أمام الأمم المتحدة الشهر الماضي إن بلاده "ليس لديها نية" الإضرار بالسودان ومصر بهذا السد، فقد أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مخاوفه من هذا المشروع، في كلمة ألقاها في اتصال مرئي أمام الأمم المتحدة، 22 سبتمبر/أيلول 2020.
وقد أخفقت إثيوبيا ومصر والسودان في التوصل لاتفاق بشأن عمل سد النهضة، في محادثات طويلة رعاها الاتحاد الإفريقي، قبل بدء إثيوبيا ملء الخزان الواقع خلف السد في يوليو/تموز 2020.
فيما قررت الولايات المتحدة الشهر الماضي خفض 100 مليون دولار من المساعدات التي تقدمها لإثيوبيا بسبب الخلاف على السد. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم نشر اسمه لرويترز في ذلك الوقت إن قرار وقف بعض المساعدات لإثيوبيا نجم عن القلق من قرار إثيوبيا الأحادي ببدء ملء السد قبل التوصل لاتفاق.
يقع السد على بعد 15 كيلومتراً من الحدود مع السودان على النيل الأزرق أحد أفرع نهر النيل الذي يمد المصريين البالغ عددهم نحو مائة مليون نسمة بـ90% من احتياجاتهم من المياه العذبة.