أشاد الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني صبحي الطفيلي بالموقف التركي الداعم لأذربيجان في مواجهة أرمينيا، حيث يخوض الجانبان منذ أكثر من أسبوع مواجهات عنيفة في إقليم قرة باغ، منتقداً في الوقت ذاته الموقف الإيراني الداعم للأرمن.
تأييد لسياسة أردوغان: الطفيلي وفي مقطع فيديو نشره على صفحته الرسميّة وتداوله مغردون، السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020، ثمَّن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال: "نعم أنا مع أردوغان حينما يطرد الفرنسيين من ليبيا، وأنا في أذربيجان مع أردوغان، وأقول له أحسنت، وعلينا جميعاً أن نفعل ذلك".
الطفيلي أشار إلى أن "هناك مشكلة أرض أذربيجانية احتلها الأرمن منذ حوالي 3 عقود، وهذه حقيقة، وتركيا اليوم تدعم أذربيجان لاسترجاع أرضها، وهذه حقيقة"، مشدداً على ضرورة "تحرير الأرض".
كذلك هاجم الطفيلي مواقف دول داعمة لأرمينيا في حربها مع أذربيجان، وقال: "اليوم نسمع إيران (تقول) نحن مع الوساطة، وروسيا مع الحوار، وهكذا فرنسا، والذي يقول إنّه مع الوساطة هذا خبيث، لأن أرمينيا محتلة".
انتقاد لموقف إيران: وخصَّص الطفيلي جانباً من كلامه للموقف الإيراني من الأزمة الأرمينية الأذرية، وانتقد بشدة دعم طهران لأرمينيا، وقدّم شرحاً عن سبب هذا الدعم الإيراني ضد الأذريين، الذين قال عنهم الطفيلي إنهم "مسلمون شيعة".
الطفيلي سرد تفاصيل عن إحدى زياراته إلى إيران -لم يحدد تاريخها- وقال: "دعوني أعود للتاريخ، كانت أرمينيا وأذربيجان، ومجموعة دول تركمانية قد خرجت حديثاً من الاتحاد السوفييتي سابقاً، وكان هنالك فرح بأن شعوباً كثيرة بالشرق خرجت من هذا البلاء".
أضاف أنه في ذلك الوقت "وبينما كانت تتشكل الدول تفجّرت الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، وهاجمت أرمينياً أذربيجان واحتلت أرضها، وتسببت في تشريد الناس".
في ذلك الوقت، قال الطفيلي إنه كان في طهران، وإنه وجد أن الإعلام الإيراني والشعب كانوا يدعمون الأرمن، مُبدياً استغرابه من ذلك.
وتساءل الطفيلي، موجهاً كلامه لطهران: "أنتم تقولون إنكم دولة إسلامية، أي أنكم ضد العدوان والظلم، فكيف تقفون مع الظالم؟ تقولون إن اذربيجان جزء من إيران، وإن الأذريين جزء من شعب إيران، وإن الأذرييين الحقيقيين الكثر موجودون بإيران، فطبيعي أن تقفوا مع المظلوم الأذري، الذي هو من جنسكم، أو جزء من شعبكم، وهؤلاء مسلمون مظلومون وشيعة أيضاً".
أشار الطفيلي إلى أنه سأل حينها وزير خارجية إيران عن سبب موقف طهران ودعمها لأرمينيا، فقال: "قال لي الوزير بالحرف الواحد أرمينيا على حدود تركيا، ونحن نريد منع تركيا من أن تتواصل مع الدول التركمانية، لذلك نحن واقفون مع الأرمن كي يبقوا سداً في وجه تركيا".
صراع عمره عقود: ومنذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي، تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إذ اتّهم البلدان بعضهما بالبدء في القتال، وأصبحا يتبادلان القصف، ما تسبب في مقتل العشرات.
تقول أذربيجان إن الهجمات المضادة التي شنّتها على القوات الأرمينية في الإقليم تمكنت من خلالها من تحرير 6 قرى في منطقتي فضولي وجبرائيل من الاحتلال الأرميني، بحسب ما أعلنته باكو.
وتحتل أرمينيا منذ العام 1992 نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قرة باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".
أدى إعلان قرة باغ انفصالها عن أذربيجان إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينات، أودت بنحو 30 ألف شخص، ولم يعترف المجتمع الدولي ولا حتى أرمينيا باستقلال الإقليم.
وتنضوي بريفان في تحالف عسكري للدول السوفييتية السابقة، تقوده موسكو، فيما تتلقى أذربيجان دعماً من تركيا، التي قال مسؤولوها إنهم سيدعمونها بشتى الوسائل، كما أن أنقرة طالبت أرمينيا بالخروج من الإقليم.