تحولت منطقة العوامية بالأقصر جنوب مصر إلى ساحة حرب، فجر الأربعاء 30 سبتمبر/أيلول 2020، بعد اشتباكات عنيفة شهدتها بين قوات الأمن ومتظاهرين مصريين غضبوا بعد مقتل أحد شباب القرية "لرفضه اعتداء الشرطة على والده أمام بقية أفراد أسرته"، بحسب ما أفاد ناشطون ووسائل إعلام.
مصادر محلية ونشطاء أكدوا أن الشاب عويس الراوي قد قُتل رمياً بالرصاص أمام عائلته، عندما رفض الإهانة التي تلقاها والده من ضابط في الشرطة.
تقول الرواية المتداولة، التي لم تؤكدها مصادر رسمية، إن دورية أمنية دخلت الأقصر لاعتقال شاب شارك في مظاهرات 20 سبتمبر/أيلول فلم تجده في المنزل، فاعتدت على عائلته، كما قام ضابط بصفع والده على وجهه، وهو ما لم يقبله أحد الإخوة، وهو عيسى، ليقوم ويسدد الصفعة للضابط على إهانة والده، فلم يكن من الضابط إلا أن أطلق النار عليه وقتله.
تنتشر هذه الرواية في الأوساط الإعلامية، في الوقت الذي ما زالت فيه الجهات الرسمية المصرية تلتزم الصمت إزاء الحادث، فلم يصدر عنها حتى الآن أي تعقيب أو تصريح.
بحسب ما تداوله ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تحولت القرية خلال ساعات إلى ثكنة عسكرية، حيث توافدت أعداد كبيرة من القوات والمدرعات في محاولة لمواجهة غضب الأهالي الذين خرجوا في تجمعات حاشدة لتشييع الراوي مرددين هتافات ضد السيسي.
الفيديوهات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وثقت مشاركة الآلاف في تشييع جثمان الراوي، والتي تحولت إلى مظاهرة حاشدة هتف المتظاهرون فيها بشعارات ضد السيسي، كان أبرزها " لا إله إلا الله.. السيسي عدو الله".
المظاهرات لم تنتهِ دون أن تهاجم قوات الأمن المحتجين الذين أُجبروا على التفرق تحت وقع قنابل الغاز والرصاص، فيما لم يتم التأكد من وقوع إصابات أو اعتقالات بين صفوف المتظاهرين.
يذكر أن هذه الأحداث تأتي بعد أسبوع كامل من المظاهرات في مناطق عدة بمصر احتجاجاً على تدهور مستوى المعيشة وعلى قانون يفرض على المواطنين دفع غرامات باهظة لتجنب هدم منازلهم بدعوى مخالفتها لاشتراطات البناء، طالب فيها المحتجون برحيل الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.
دعوات لمظاهرات الجمعة: كما انتشرت الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر الجمعة في ميدان التحرير، للمطالبة برحيل السيسي، استكمالاً للاحتجاجات منذ 20 أيلول/سبتمبر الماضي، التي دعت إليها قوى عدة وشخصيات معارضة أبرزها المقاول والفنان المصري محمد علي.
ودعا محمد علي إلى التظاهر في ميدان التحرير، الجمعة، تحت شعار "جمعة النصر"، تيمناً بنفس الاسم الذي أطلقه المصريون على الاحتفالات في ميدان التحرير عقب تنحي المخلوع حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011.