يتوجّه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع المقبل إلى اليونان في زيارة قالت وكالة الأنباء الفرنسية الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2020، هي الثانية في أقلّ من عام تتزامن مع أزمة شرق المتوسط بين أنقرة وأثينا.
الخارجية الأمريكية قالت في بيان لها إنّ زيارة بومبيو إلى اليونان تندرج في إطار جولة أوروبية سيقوم بها بين 27 سبتمبر/أيلول و2 أكتوبر/تشرين الأول، وستشمل كذلك كلاً من إيطاليا، حيث ستكون له أيضاً محطّة في الفاتيكان يبحث خلالها ملف الحريّات الدينية، وكرواتيا.
في زيارته الثانية في أقلّ من عام إلى اليونان، سيتوجّه الوزير الأمريكي إلى كلّ من تيسالونيكي (شمال)، وجزيرة كريت حيث سيلتقيه رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
كما أوضحت الخارجية الأمريكية أنّه خلال وجوده في اليونان، سيشدّد بومبيو على "التزام" واشنطن وأثينا "تعزيز الأمن والسلام والازدهار في شرق البحر المتوسط" و"سيحتفي بالعلاقات اليونانية-الأمريكية الأقوى منذ عقود".
أنقرة تطالب واشنطن بموقف محايد: قالت تركيا في وقت سابق إن على الولايات المتحدة العودة إلى اتخاذ موقف محايد بشأن قبرص، وذلك بعد أن وقعت واشنطن ونيقوسيا على مذكرة تفاهم لإقامة مركز تدريب.
إذ قالت وزارة الخارجية التركية إن "مذكرة التفاهم لن تخدم السلام والاستقرار في شرق المتوسط وستلحق الضرر بحل المشكلة القبرصية"، مشيرةً إلى أن الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة زادت من التوترات في شرق المتوسط.
أضافت الوزارة: "ندعو الولايات المتحدة إلى العودة إلى السياسة المحايدة التي تتبعها بشكل تقليدي بشأن جزيرة قبرص والمساهمة في الجهود الرامية إلى التوصل لحل لقضية قبرص".
أمريكا قلقة: رد تركيا جاء بعد تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إذ عبر الوزير قائلاً إن بلاده لا تزال "قلقة للغاية" من تحركات تركيا في منطقة شرقي البحر المتوسط، ودعا للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة المحتدمة حول الموارد الطبيعية في البحر.
وقال بومبيو في زيارة خاطفة لقبرص الرومية، السبت، التقى فيها الرئيس نيكوس أناستاسيادس: "تحتاج دول المنطقة للتوصل دبلوماسياً وسلمياً إلى حل لخلافاتها، وضمن ذلك ما يتعلق بقضايا الأمن ومصادر الطاقة".
وأكد أن رئيس بلاده، دونالد ترامب، تباحث هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، حول التوتر المتصاعد في المنطقة. وتابع: "يجب على دول المنطقة حل القضايا المتعلقة بالأمن وموارد الطاقة والبحر، سلمياً ودبلوماسياً".
وبيَّن أن شرقي المتوسط يتمتع بالقدرة على الجمع بين العديد من البلدان وخلق أسواق جديدة من خلال الطاقة. وأضاف: "سيتم تقاسم موارد الطاقة بين القبارصة الروم والقبارصة الأتراك".
بدوره قال أناستاسيادس إنه أبلغ بومبيو باستعدادهم لترسيم حدود المناطق البحرية الشمالية والغربية من قبرص مع تركيا، عن طريق التفاوض أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وجهات نظر مختلفة: تصاعدت حدة التوتر في منطقة شرقي البحر المتوسط، بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
تركيا أرسلت سفينتي مسح إلى أجزاء منفصلة في المنطقة، ما أثار احتجاجات شديدة من جانب قبرص واليونان اللتين تقولان إن أنقرة تتعدى على جرفهما القاري. في حين تقول تركيا إن لديها حقوقاً مشروعة في هذه المنطقة.
وليس هناك اتفاق بين اليونان وتركيا على ترسيم جرفهما القاري، في حين تقف تركيا في مواجهة أي مطالبات من جانب قبرص التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.