حمّل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول 2020، حزب الله اللبناني مسؤولية انفجار مرفأ بيروت، داعياً إلى حل شامل بشأن إيران ونزع سلاح جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معها، كما أعرب عن دعمه للجهود الأمريكية لبدء محادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.
خطاب الملك سلمان وجهه للجمعية العامة المكونة من 193 عضواً، في بيان مصور سُجل مسبقاً بسبب جائحة فيروس كورونا، وذلك في أول خطاب له للجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا فيه العالم إلى "حل شامل وموقف دولي حازم" تجاه إيران.
حزب الله وإيران: العاهل السعودي قال إن "انفجار مرفأ بيروت حدث نتيجة هيمنة حزب الله على صنع القرار في لبنان بقوة السلاح"، كما اعتبر أن تحقيق الأمن والرخاء في لبنان لن يتم إلا " بنزع السلاح من جماعة حزب الله".
وفي المناسبة نفسها، قال الملك سلمان إن النظام الإيراني استغل الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية "في زيادة نشاطه التوسعي، وبناء شبكاته الإرهابية، واستخدام الإرهاب، وإهدار مقدرات وثروات الشعب الإيراني لتحقيق مشاريع توسعية لم ينتج عنها إلا الفوضى والتطرف والطائفية".
كما صرح بأن "المملكة مدت يدها لإيران بالسلام على مدى العقود الماضية، لكن دون جدوى"، معتبراً أن "إيران استغلت الاتفاق النووي لتكثيف أنشطتها التوسعية وتأسيس شبكاتها الإرهابية، وعدم إنتاج شيء سوى الفوضى والتطرف والطائفية".
وأوضح قائلاً "لا بد من حل شامل وموقف دولي راسخ لمنع إيران من الحصول على أسلحة دمار شامل، ووقف برنامجها للصواريخ الباليستية، وتدخلها في شؤون الدول الأخرى".
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 ووصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق". وتفرض واشنطن منذ ذلك الحين من جانب واحد عقوبات على طهران وأكدت أنه يتعين على جميع الدول أيضا معاودة فرض عقوبات الأمم المتحدة في محاولة لدفع الجمهورية الإسلامية للتفاوض على اتفاق جديد.
لكن باقي أطراف الاتفاق النووي، ومنهم حلفاء قدامى للولايات المتحدة، و13 من أعضاء مجلس الأمن الدولي البالغ عددهم 15، يقولون إن مطالبة الولايات المتحدة بفرض عقوبات الأمم المتحدة باطلة. ويقول دبلوماسيون إن من المرجح ألا يعيد فرض هذه الإجراءات العقابية سوى قلة من الدول.
الملك السعودي استغل المناسبة للحديث عن الملف اليمني، إذ شدد على أن الرياض "لن تتردد في الدفاع عن نفسها، ولن تتخلى عن شعب اليمن إلى أن يستقل عن الهيمنة الإيرانية".
الصراع العربي الإسرائيلي": وفي الوقت الذي لم يشر فيه العاهل السعودي، لملف التطبيع الإماراتي- البحريني مع" إسرائيل، فإن الملك سلمان قال إن مبادرة السلام العربية توفر أساساً لحل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي.
إذ قال إن مبادرة السلام العربية لعام 2002 هي أساس "حل شامل وعادل"، يضمن حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف "كما نساند ما تبذله الإدارة الأمريكية الحالية من جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال جلوس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل".
فيما لم يصل الملك إلى حد مباركة الاتفاقين الأخيرين اللذين توسطت فيهما الولايات المتحدة بين الإمارات والبحرين لإقامة علاقات مع إسرائيل. وأبدت المملكة تقبلاً ضمنياً للاتفاقين، لكنها أشارت إلى أنها ليست مستعدة لاتخاذ إجراء مماثل.
كما ندد قادة فلسطينيون بتحسين الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل، ووصفوا ذلك بأنه خيانة لجهودهم في إقامة دولة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.