تمكنت فرق الإطفاء الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، من إخماد حريق ضخم شبّ في مرفأ بيروت بعد نحو 20 ساعة على اندلاعه، ليفاقم من أزمة المرفأ المدمر بفعل الانفجار الضخم الذي ضربه بداية أغسطس/آب، وليطال مساعدات إنسانية وصلت البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة.
الدفاع المدني اللبناني أعلن في بيان الجمعة أن عناصره أخمدوا "بمؤازرة طوافة تابعة للقوات الجوية في الجيش اللبناني وفوج إطفاء بيروت حريقاً شب داخل أحد المستودعات الضخمة في مرفأ بيروت"، وأنها تعمل الآن على تبريد الموقع منعاً لتجدد الحريق.
بحسب وكالة رويترز، فإنه قد اندلع الخميس في مستودع بالمرفأ تخزن فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدات تتضمن آلاف الطرود الغذائية ونصف مليون ليتر من الزيت المنزلي، كما كان يحوي إطارات سيارات.
ومنذ اندلاعه، سارعت فرق الدفاع المدني وفوج الإطفاء إلى المكان وانضمت إليهم طوافة تابعة للجيش اللبناني وعملت على إخماد الحريق الذي تمدد إلى مستودعات أخرى تخزن فيها مواد مستوردة.
أثار الهلع: وذكّر الحريق اللبنانيين بيوم وقوع انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من آب/أغسطس، الذي أوقع أكثر من 190 قتيلاً وأصاب أكثر من 6500 بجروح، إلى جانب تشريد نحو 300 ألف شخص من منازلهم.
حيث سارع كثيرون إلى إغلاق نوافذ منازلهم خشية من انفجار آخر سيطيح مجدداً بالزجاج، وتبادل آخرون رسائل ينصحون بعضهم بالابتعاد عن النوافذ، فيما لا تزال منازل ومتاجر كثيرة تفتقر أساساً لشبابيكها وأبوابها التي تكسرت جراء الانفجار.
مساعدات دولية: أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن النيران اشتعلت "في جزء من مخزون اللجنة الدولية من الطرود الغذائية". وأضافت "ليس بإمكاننا في ظل وجود الأنقاض والخطر الذي ينطوي عليه الأمر تحديد حجم الخسائر".
تتضمن المساعدات وفق اللجنة الدولية، "زيت دوار الشمس وزيت الزيتون والسكر والملح والشاي والسمن النباتي والمعكرونة ومعجون الطماطم والبرغل والحمص والعدس والفول"، وكانت اللجنة الدولية نقلت جزءاً كبيراً من ما تمكنت من إنقاذه من مخزونها في المرفأ بعد الانفجار.
كما قالت الجمعة "لا شك أن الانفجار والحريق سيكون لهما تأثير على المساعدات الإنسانية التي تقدمها اللجنة الدولية سواء في لبنان أو سوريا".
أسباب الحريق: وفيما لا تزال أسباب اندلاع الحريق غير واضحة، إلا أن وزير الأشغال عامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار تحدّث الخميس عن "معلومات أولية" تفيد بأن "أحدهم كان يقوم بورشة تصليح، مستخدماً أدوات لحام، ما أدى إلى تطاير شرارة واندلاع الحريق".
أما رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي اجتمع مساء الخميس بالمجلس الأعلى للدفاع، فقال إن الحريق قد يكون عملاً "تخريبياً" أو نتج عن "خطأ" أو "إهمال".
ونفت شركة "بي سي سي" للوجيستيات، المسؤولة عن المستودع، "أي مسؤولية لها" عن الحريق.
وغرد رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب الجمعة أن "حريق أمس في مرفأ بيروت لا يمكن تبريره أياً كان والمحاسبة شرط أساسي لعدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤلمة".
وأثار الحريق حالة من الهلع بين مواطنين يحملون أساساً السلطات مسؤولية انفجار الرابع من آب/أغسطس نتيجة إهمالهم. وعزت السلطات الانفجار إلى 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ أكثر من ست سنوات من دون إجراءات وقاية كافية.
وكان الانفجار أثار غضباً عارماً، خصوصاً بعدما أكّدت تقارير ومصادر عدة أن السلطات، من أجهزة أمنية ورؤساء ومسؤولين سابقين وحاليين، كانوا على علم بمخاطر تخزين هذه المادة في المرفأ. ودفع الحكومة برئاسة حسان دياب للاستقالة.
وأوقف القضاء حتى الآن 25 شخصاً، بينهم كبار المسؤولين عن المرفأ وأمنه.