تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين عشرات الصور المؤلمة من المدن السودانية بعدما اجتاحتها السيول والفيضانات التي تسببت بوفاة أكثر من 100 شخص على الأقل، وتدمير المئات من البيوت والمنازل وتهجير الآلاف من المواطنين.
ورغم الظروف الصعبة والخسارات الكبيرة والمؤلمة، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي بعضاً من المواقف الإنسانية والجميلة للسودانيين في ظل المحنة والأزمة، أحد هذه المواقف هو حرص مواطن سوداني على إنقاذ عدد من الكلاب الصغيرة من الغرق في السيول رغم أنه لا يملك قارباً وإنما قطعة إسمنتية ضخمة حملهم عليها معه، في سبيل الخلاص من الفيضان.
صور الشاب انتشرت بشكل واسع جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر وسم #من_قلبي_سلام_للخرطوم، الذي تصدر معظم الوسوم في الوطن العربي تضامناً مع ما تشهده السودان من كارثة إنسانية.
وعبرت معظم الصور القادمة من المدن السودانية عن كارثة إنسانية ضخمة واجهت السودانيين الذين حاولوا قدر المستطاع إنقاذ ما تمكنوا من إنقاذه تحت وطأة السيول، بعض الراعية والأثاث، وبعضهم لم يستطع أن ينجو إلا بنفسه وأولاده.
ولكن رغم الألم، تداول صحفيون فيديو مصور لسودانيين يعلون فوق جراحهم وخسائرهم، ويغنون فوق قواربهم المحاطة بالماء من كل جانب.
وفيات وخسائر: يذكر أن المتحدث باسم المجلس القومي للدفاع المدني بالسودان (رسمي)، العقيد عبدالجليل عبدالرحيم، قد أعلن الإثنين 7 سبتمبر/أيلول 2020، ارتفاعَ حصيلة وفيات السيول والفيضانات إلى 102، فضلاً عن غرق قرية كاملة، شمال العاصمة الخرطوم.
العقيد عبدالجليل عبدالرحيم أوضح أن "عدد المنازل المتضررة من الفيضانات في زيادة مستمرة، وبعضها انهار بالكامل، كما تعرّضت مناطق جديدة بالخرطوم لأضرار فيضان النيل، خلال يومي الأحد والإثنين، بينها منطقتا اللاماب (جنوب)، وأم دوم (شرق)".
ووفق وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة "الأحداث" الخاصة، فإن جميع منازل قرية "التمانيات"، والبالغ عددها 350 منزلاً، انهارت بالكامل، وأن السكان باتوا يقيمون في العراء ويحتاجون إلى خيام للمأوى.
فيما أعلن مجلس الدفاع والأمن السوداني حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، لمواجهة السيول والفيضانات، واعتبارها "منطقة كوارث طبيعية".
ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو/حزيران، ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنوياً فيضانات وسيولاً واسعة.