السعودية تُخضع مؤسسة “مسك” للمراقبة.. يرأسها محمد بن سلمان وأسهمت في صعوده وأحرجته أمام أمريكا

كشف مسؤول سعودي لصحيفة Financial Times البريطانية، الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول 2020، عن أن القيادة السعودية أمرت بإجراء تدقيقٍ بخصوص أعمال مؤسسة "مسك الخيرية"، التي يرأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد تورطها في فضائح مزعومة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/09/08 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/08 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش
ولي عهد السعودية محمد بن سلمان/ رويترز

كشف مسؤول سعودي لصحيفة Financial Times البريطانية، الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول 2020، عن أن القيادة السعودية أمرت بإجراء تدقيقٍ بخصوص أعمال مؤسسة "مسك الخيرية"، التي يرأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد تورطها في فضائح مزعومة.

"الأمير محمد غاضب": المسؤول السعودي الذي وصفته الصحيفة بـ"المطلع" -ولم تذكر اسمه- قال إن أوامر التدقيق لمؤسسة "مسك" صدرت بعد أن أشارت وزارة العدل الأمريكية على ما يبدو إلى المؤسسة وأحد كبار مسؤوليها، في دعوى قضائية رُفعت في نوفمبر/تشرين الثاني، ضد اثنين من موظفي تويتر السابقين، ورجل ثالث متهم بالتجسس على مستخدمي موقع تويتر بتكليفٍ من الحكومة السعودية.

في الشهر الماضي، تمت تسمية مؤسسة مسك، وبدر العساكر، الأمين العام السابق للمؤسسة، كمتهمين، إلى جانب الأمير محمد، في دعوى مدنية رفعها سعد الجبري، مسؤول مخابرات سعودي كبير سابق، يزعم فيها أن ولي العهد تآمر لاغتياله.

المسؤول السعودي أشار أيضاً، في حديثه للصحيفة، إلى أن الادعاءات التي وردت في الدعاوى "جلبت فحصاً نقدياً لمؤسسةٍ قامت بأشياء استثنائية، أنا متأكد أن ولي العهد اشتد غضبه لأن هذه الجوهرة ارتبطت بادعاءات كهذه"، لافتاً إلى أن المراجعة ستكون مستمرة.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنها لم تتلقّ إجابات على أسئلتها من دائرة الأعمال الحكومية في السعودية، كما أنها لم تتمكن من الحديث مع العساكر، موضحةً أنه لا يزال يشغل منصباً كبيراً في مؤسسة مسك ويرأس أيضاً المكتب الخاص للأمير محمد.

مؤسسة مهمة للأمير محمد: لعبت مؤسسة "مسك" دوراً مركزياً في حملة الأمير محمد لجذب الشباب السعودي ونشر صيته ونفوذه في الخارج، إذ مع ترقي الشاب البالغ من العمر 35 عاماً إلى ولاية العهد، وقّعت مؤسسته شراكات مع مجموعة من الكيانات الدولية، منها الأمم المتحدة، و"مؤسسة غيتس"، ووكالة بلومبيرغ، وجامعة هارفارد، وشركة جنرال إلكتريك.

كانت الأسئلة بدأت تتداول حول "مسك" بعد الدعوى القضائية التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني، إذ على الرغم من أن الوثائق لا تذكر اسم بدر العساكر أو مؤسسة مسك، فإنها تشير إلى "المسؤول الأجنبي رقم 1″ الذي كان الأمين العام لـ"المنظمة رقم 1" التي أسسها أحد أفراد العائلة المالكة السعودية. 

الصحيفة البريطانية قالت إن الوصف يتطابق مع مسك، كما حددت مؤسسات إعلامية أمريكية بارزة بدر العساكر على أنه هو المسؤول الأجنبي رقم 1 الوارد في الوثائق، نقلاً عن أشخاص مطلعين على القضية.

من جهة أخرى، تقول كريستين ديوان، وهي كبيرة باحثين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن مؤسسة مسك كان "لها دور مركزي في مشروع محمد بن سلمان بأكمله".

في هذا السياق أضافت كريستين: "إذا نظرت إلى رحلة صعوده، ستجد أنه يأتي في مرحلة تغيرٍ جيلي غير مسبوق في المملكة، وهو عازم على ركوب تلك الموجة والسيطرة عليها. ومؤسسة مسك هي محور هذين المشروعين، بوصفها أداة تشجيع وترويج للتغيير في أوساط الشباب السعودي، وفي الوقت نفسه، أداة لإبقائهم في تحالفٍ وارتباط وثيق مع حكمه".

أضرار لحقت بالمؤسسة: وتعرضت المؤسسة للعديد من الهزات، إذ إن تبعية "مسك" للأمير محمد كانت قد دفعت مؤسسة غيتس وجامعة هارفارد إلى قطع العلاقات مع المؤسسة الخيرية، بعد حادثة اغتيال خاشقجي.

كذلك انسحب مبعوث الأمم المتحدة المعني بالشباب من منتدى نظمته مؤسسة مسك في سبتمبر/أيلول الماضي، لكنه ظل يعمل مع المؤسسة.

لكن في المقابل، فإن هناك منظمات أخرى لا تزال في شراكة معها، إذ أطلقت "مسك" وشركة جنرال إلكتريك برنامجاً لتنمية المهارات القيادية في يونيو/حزيران، وأجرت شركة "أوليفر وايمان" Oliver Wyman للاستشارات الإدارية تدريباً مع المؤسسة الخيرية في نفس الشهر، وفقاً لموقع المؤسسة على الإنترنت.

وعلى النحو نفسه، فإن وكالة بلومبيرغ أبقت على شراكتها مع "مسك" وتخطط أيضاً لإطلاق قناة باللغة العربية مع شركة سعودية لها صلات تاريخية بعائلة الأمير محمد.

تحميل المزيد