يواصل عمال إنقاذ في لبنان، السبت 5 سبتمبر/أيلول 2020، لليوم الثالث على التوالي، عمليات البحث عن ناج محتمل تحت أنقاض مبنى، تدمر جراء الانفجار الذي وقع قبل شهر في مرفأ بيروت، على الرغم من أن "الأمل ضئيل"، وفقاً لما قاله الدفاع المدني اللبناني.
ترقب في لبنان: ويترقب لبنان ما الذي ستؤول إليه نهاية عمليات البحث، وذلك بعدما رصد فريق إنقاذ تشيلي وصل حديثاً إلى بيروت، عبر أجهزة حرارية متطورة، "نبضات قلب"، تحت ركام مبنى في شارع مار مخايل، استدلّ كلب مدرّب برفقتهم اليه.
مدير العمليات في الدفاع المدني اللبناني جورج أبوموسى، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "عمليات البحث مستمرة منذ أول أمس، لكن الاحتمال ضئيل جداً"، مشيراً إلى أنه تم إنجاز الجزء الأكبر من العمل و"لم يظهر شيء حتى الآن".
وعلى الرغم من شبه استحالة وجود حياة بعد شهر على الانفجار، أحيت الأنباء عن إمكان العثور على شخص على قيد الحياة آمال كثيرين، ثم تضاءلت تدريجياً مع عدم رصد أي مؤشرات حياة.
من جانبه، قال وولتر مونوز من فريق الإغاثة التشيلي للصحفيين، إن "هناك أملاً بنسبة 2٪ فقط".
عمل شاق ومستمر: بدوره قال قاسم خاطر، أحد متطوعي الدفاع المدني في المكان للوكالة الفرنسية: "لن نترك الموقع قبل أن ننتهي ونبحث تحت كل الردم، رغم أن المبنى مهدد بالسقوط"، مشيراً إلى أن العمليات تتركز اليوم على سلم المبنى المدمر.
كانت الطوابق العليا للمبنى الذي كان يضمّ في طابقه الأرضي حانة، وفق سكان الحي، قد تحولت إلى كومة ركام نتيجة انفجار الرابع من آب/أغسطس، ما جعل عمليات البحث تتطلب مهارات عالية ودقة.
لا يملك لبنان تجهيزات لإدارة الكوارث ولا إمكانات تقنية متقدّمة، الأمر الذي دفع دولاً عدة إلى المسارعة في إرسال فرق إغاثة ومساعدات تقنية لمساعدته بعد الانفجار.
كان الانفجار قد أسفر عن مقتل 191 شخصاً، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، كما شرد 300 ألف شخص تضررت أو تدمرت منازلهم، وتفيد تقديرات رسمية باستمرار وجود سبعة مفقودين على الأقل.
أما البنك الدولي فقدّر الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الانفجار بما يراوح بين 6,7 و8,1 مليار دولار، وذلك في وقت تواصل فيه الأحياء المنكوبة محاولة تضميد جراحها. ويعمل متطوعون وطلاب ومنظمات غير حكومية كخلية نحل لمساعدة السكان على إصلاح منازلهم وتوزيع مساعدات تدفّقت من أنحاء العالم.