أفرجت السلطات الأردنية، الأحد 30 أغسطس/آب 2020، عن رسام الكاريكاتير عماد الحجاج، بعد أيام من توقيفه، بسبب رسم نشره وسخر فيه من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ومن اتفاق التطبيع الذي وقعته الإمارات مع إسرائيل.
وكالة الأناضول نقلت تأكيداً عن محامي الحجاج بالإفراج عنه، كما ذكرت وسائل إعلام أردنية بينها صحيفة "الغد"، ومحطة "رؤيا"، أن الحجاج تم إخلاء سبيله من سجن البقاء.
المحطة الأردنية نقلت عن نقيب الصحفيين في البلاد، راكان السعايدة، قوله إن "مدعي عام أمن الدولة قرّر منع محاكمة الزميل عماد حجاج أمام محكمة أمن الدولة، وإعادة ملف القضية إلى مدعي عام عمان".
توقيف الحجاج أثار غضباً: وكانت السلطات الأردنية قد أوقفت الحجاج، الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020، من أجل التحقيق معه، على خلفية رسمٍ قالت السلطات إن فيه إساءة للإمارات.
يُظهر الرسم الكاريكاتيري، الذي نشره الحَجاج، والذي يحمل عنوان "إسرائيل تطلب من واشنطن عدم بيع الإمارات طائرات إف-35" حمامة بيضاء (رمز السلام) بها علم إسرائيل، وهي تضع برازها على شخص يلبس لباساً تقليدياً إماراتياً، وكان الشخص المرسوم هو محمد بن زايد.
إضافة إلى ذلك، نشر الحجاج عدداً من الرسوم الكاريكاتيرية الأخرى، التي سخرت من التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.
يعتبر الحَجاج من أشهر رسّامي الكاريكاتير في الأردن والعالم العربي، وما هي إلا ساعات من اعتقاله حتى تصدَّر اسمه "ترند" موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في الأردن، كما أطلق ناشطون حملات إلكترونية واسعة، مطالبين بالإفراج عنه فوراً.
كما دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأردن للإفراج عن الحجاج، وقالت في بيان نشرته على موقعها إن "على السلطات الأردنية الإفراج الفوري عن الحجاج، وإسقاط التهم التعسفية الموجّهة له".
اتفاق التطبيع: وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في 13 أغسطس/آب 2020، عن التوصل إلى ما وصفه بـ"اتفاق تاريخي" لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع.
وتُسارع الإمارات وإسرائيل في البدء بتطبيع العلاقات، ومن المفترض أن يتم تسيير أول رحلة طيران تجاري مباشر بين تل أبيب وأبوظبي يوم الإثنين 31 أغسطس/آب 2020، وستقل وفداً رسمياً إسرائيلياً وشخصيات أمريكية بينهم جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما أنه وبعد 48 ساعة من إعلان اتفاق التطبيع سمحت الإمارات لوسائل إعلام إسرائيلية بدخول أراضيها والبث بالقرب من برج خليفة في مدينة دبي، كما زار رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، يوسي كوهين، أبوظبي.
يُشار إلى أن إعلان اتفاق التطبيع قد جاء تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين، وبذلك تكون الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي توقّع اتفاق سلام مع إسرائيل، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.