شرعت تركيا، السبت 29 أغسطس/آب 2020، في مناورات عسكرية جديدة شرق البحر المتوسط، من المفترض أن تستمر أسبوعين، ضمن حالة من التوتر بين أنقرة وأثينا بشأن الحدود البحرية في المنطقة المتنازع عليها.
ففي إشعار بحري (نافتكس) نُشر مساء الجمعة، أشارت البحرية التركية إلى أنها ستجري "تدريبات إطلاق نار" في الفترة من 29 آب/أغسطس إلى 11 أيلول/سبتمبر في منطقة مقابلة لبلدة أنامور في جنوب تركيا، إلى الشمال من جزيرة قبرص، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وازدادت حدة التوترات بين تركيا واليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط في الآونة الأخيرة، بسبب ما تعتبره أنقرة "اعتداءات من أثينا على حقوقها الإقليمية"، كما أرسلت تركيا سفينة مسح إلى منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط هذا الشهر، في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير قانونية.
اعتراض مباشر: مساء الجمعة، قالت وزارة الدفاع التركية إن طائرات مقاتلة تابعة لها اعترضت ست طائرات يونانية لدى اقترابها من منطقة تنتشر فيها سفينة تركية للمسح الزلزالي، ما اضطرها للعودة.
يأتي ذلك بعد ساعات من تهديد لتركيا من الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على الأولى إذا لم يُسجل تقدم في الحوار بين أنقرة وأثينا.
جوسيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قال الجمعة إن العقوبات من الممكن أن تشمل الأفراد أو السفن أو استخدام الموانئ الأوروبية، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي سيركز على كل ما يتعلق بـ"الأنشطة التي نعتبرها غير قانونية"، وذلك كطريقة للرد على النزاع في شرق البحر المتوسط مع اليونان.
رفض تركي: من جهتها، رفضت الخارجية التركية الخطوة المنتظرة للاتحاد، معتبرةً أنها "لا تدخل ضمن صلاحياتها".
وفق وكالة "الأناضول" للأنباء فإن أنقرة اعتبرت أنه "ليس من صلاحية الاتحاد الأوروبي انتقاد الأنشطة الهيدروكربونية لأنقرة والمطالبة بوقفها".
نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي رد كذلك، السبت، على هذه الخطوة بقوله إن "دعوة الاتحاد الأوروبي للحوار من ناحية وإعداده من ناحية ثانية خططاً أخرى يعني أنه يراوغ".
وأضاف: "نحن نتقن اللغة الدبلوماسية، لكن تركيا لن تتردد في القيام بما يجب للدفاع عن مصالحها".
والجمعة، قالت وزارة الخارجية التركية إن العقوبات الأوروبية لن تؤدي إلا إلى "زيادة عزيمة" أنقرة في الدفاع عن مصالحها وحدودها.
من جانبه، خاطب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليونان في وقت سابق الخميس: "إذا انتهكتم حدودنا فردّنا معروف"، مؤكداً أن بلاده تدعم الحوار دائماً ولا ترغب في حدوث ذلك.
إذ أفاد أكار بأن تركيا منفتحة على الحوار لحل المشاكل العالقة في بحر إيجة، وأنها تريد السلام والرخاء، لكنها في الوقت نفسه لا تفرّط بحقوقها، موضحاً أن حل المشاكل العالقة بين تركيا واليونان يكون عبر اللقاء والحوار، وليس باللجوء إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي، كما أشار أكار إلى أن بلاده ستكون سعيدة بكل قرار إيجابي من الجانب اليوناني.
كما أشار أكار إلى أن سفينة "أوروتش رئيس" تقوم بأعمال البحث والتنقيب بشكل سلمي وداخل المياه التركية، في إطار حقوق بلاده المشروعة، لافتاً إلى أن عرقلة أعمال القوات التركية عبر إجراء مناورات شرقي البحر الأبيض المتوسط، حلم بعيد المنال، وأضاف: "ما نفعله هو إجراء مسح سيزمي بشكل سلمي للغاية".