طالبت أبناءها بترك معسكراته فوراً.. قبيلة القذاذفة التي ساندت حفتر تُغير موقفها وتصدر بياناً شديداً ضده

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/27 الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/27 الساعة 14:59 بتوقيت غرينتش
قوات حكومية بليبيا - صورة أرشيفية - رويترز

تداول ناشطون على منصة تويتر، الخميس 27 أغسطس/آب 2020، بياناً أصدرته قبيلة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، هاجمت فيه خليفة حفتر وطالبته بإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء سرت والابتعاد عن التجمعات السكانية لقبيلة القذاذفة.

بيان قبيلة القذاذفة الذي نشرته مواقع محلية وعربية، طالب خليفة حفتر الذي تدعمه الإمارات ويقود ميليشيات ضد الحكومة الشرعية، طالب حفتر بعدم التعرض للمظاهرات والاحتجاجات في سرت. 

البيان دعا جميع أبناء قبيلة القذاذفة إلى الانسحاب بشكل فوري من تشكيلات عسكرية تابعة لحفتر أسسها تحت شعار "عملية الكرامة"، وقال مخاطباً اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إنه في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم فإن "الأمور ستؤول إلى ما لا يحمد عقباه، وإن القبيلة ستعتبر عملية الكرامة بمثابة عدو صائل وجب قتاله". 

طموح نجل القذافي وإمبراطورية حفتر: وبدأت قبيلة القذاذفة وأنصار لعائلة الرئيس الراحل معمر القدافي الدخول في اللعبة السياسية بليبيا، وهذا يشكل قلقاً ومنافسة كبيرة لخليفة حفتر، وهو ما تكشف عنه المعطيات الحالية على الأرض.

مصدر أمني بمدينة بنغازي أوضح أن خلافاً حاداً بدأ بين خليفة حفتر وأنصار النظام السابق، منذ إرغام حفتر على الانسحاب من تخوم طرابلس وامتثاله للأوامر الدولية.

هذا الأمر جعل القيادة العسكرية والسياسية التابعة للنظام السابق والمتحالفة مع حفتر تنشق عنه سياسياً وعسكرياً بدعم روسي فرنسي مباشر. بينما اكتفى خليفة حفتر بالدعم الإماراتي والمصري والتواصل المباشر مع المندوبين الأمنيين والعسكريين الأمريكيين.

وأشار المصدر إلى وجود تضارب في الأوامر والتصريحات الصحفية بين خليفة حفتر وقيادات النظام السابق في الفترة الأخيرة.

ظهرت أبرز وآخر مشاهد هذا الخلاف عندما قامت قوات حفتر بالقبض على 20 ضابطاً في مدينة بنغازي، وملاحقة آخرين استطاعوا الفرار من بنغازي إلى مصر بعد تحصنهم في مدينة طبرق.

أبرز هؤلاء المعتقلين الرائد ناصر التونسي الفرجاني، وهو ضابط تابع للنظام السابق، على خلفية احتجاز أكثر من 50 جهازاً لا سلكياً ومسدسات وكواتم صوت، إضافة إلى القبض على مجموعة قامت اليومين الماضيين بتعليق صور معمر القذافي ونجله سيف بمدينة بنغازي، استعداداً لمظاهرة تمت الدعوة لها يوم 20 أغسطس/آب، بحسب المصدر الأمني.

وأوضح المصدر أن هذه المظاهرة تدعو في ظاهرها لمحاربة الفساد وإصلاح أوضاع المواطنين لما يعانونه من انقطاع للكهرباء والمياه يستمر ساعات طويلة، وأيضاً نقص السيولة وغلاء الأسعار، غير أن التحقيقات كشفت أن مجموعة من المتظاهرين سيقومون برفع صور لنجل القذافي "سيف الإسلام"، وتفويضه لإدارة البلاد في المرحلة المقبلة، مطالبين بإلغاء علم ونشيد ثورة فبراير.

عودة القذافي الابن: حراك "رشحناك من أجل ليبيا" كان أعلن بداية أغسطس/آب، انطلاق الإعلان عن مسيرات التحشيد الشعبي في مختلف المدن الليبية الداعمة لترشيح سيف الإسلام القذافي، في الانتخابات الرئاسية الليبية.

وستنطلق المسيرات بداية من 20 أغسطس/آب بمناسبة اليوم الوطني للشباب الليبي، وتتواصل لمدة 10 أيام على التوالي في المدن والقرى الليبية.

من جانبه أكد رئيس اتحاد القبائل الليبية، الطاهر الشهيبي، دعمهم لـ"سيف الإسلام القذافي مرشح القبائل الليبية، وعزمهم على المشاركة في المسيرات، رافعين شعارات سلمية بالمطالب المدنية وصور سيف الإسلام".

وكانت وكالة بلومبيرغ الأمريكية قالت في مارس/آذار 2020، إن شركة فاغنر الروسية تجري لقاءات مع سيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بهدف تنصيبه زعيماً لليبيا.

الوكالة قالت إن سلطات حكومة الوفاق الوطني الليبية المُعترف بها دولياً تمكنت العام الماضي، من القبض على عميلين روسيَّين، وضبطت في حوزتهما ملاحظات عن لقاءات عقداها مع نجل القذافي.

ووفقاً لتلك الملاحظات، أجرى العميلان الروسيان 3 لقاءات مع سيف الإسلام القذافي، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، وشارك في أحدها مستشار انتخابات روسي.

وتشير ملاحظات العميلين الروسيين إلى أن القذافي الابن ادعى أن 80% من المقاتلين في صفوف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من أنصاره، وأن حفتر سينضم إليه في حال سيطر على العاصمة طرابلس.

أنصار القذافي داعموه السابقون: مع بزوغ خليفة حفتر كطرف أساسي في الصراع الليبي، استخدم عديداً من الأطراف المحلية خلال محاولته الانقلاب على الشرعية. شملت هذه الأطراف أيديولوجيات وتوجهات مختلفة في شرق ليبيا بين أصحاب النزعة الدينية مثل أصحاب التيار المدخلي، والقبليين وأنصار النظام السابق.

ورغم أن حفتر أظهر صورة هذه التحالفات في إطار التجانس، فإن الأيام بدأت تكشف حجم التناقضات في قائمة حلفائه.

وأوضح مصدر مطلع من بنغازي لـ"عربي بوست"، أن أكبر قوة عسكرية وسياسية داعمة لحفتر في شرق ليبيا كانت من أنصار النظام السابق.

ذلك الدعم كان باتفاق مع منسق العلاقات الليبية المصرية سابقاً، وابن عم معمر القذافي وأحد كبار المسؤولين الأمنيين في النظام الليبي السابق، أحمد قذاف الدم القذافي. 

علامات:
تحميل المزيد