كشفت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020، أن القيادي المفصول من حركة "فتح" الفلسطينية محمد دحلان، حاول إقناع القيادة السودانية بالتطبيع مع إسرائيل، وذلك تعليقاً على تصريحات نقلتها عن رئيس حزب سوداني بتأييد بلاده إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد زار السودان، الثلاثاء 25 أغسطس/آب، قادماً من تل أبيب، كأول وزير خارجية لبلاده يزورها منذ 2005، عبر أول رحلة جوية مباشرة، بين إسرائيل والسودان.
إغراءات دحلان: وأوضحت الفضائية أن "دحلان على اتصال وثيق بالقيادة السودانية، وحاول إقناعهم بالمضي قدماً في التطبيع مع تل أبيب".
تابعت القناة: "أبلغ دحلان القيادة السودانية أن التطبيع سيفيد السودان على عدة مستويات، وضمن ذلك صفقات السلاح".
فيما لم يتسنَّ الحصول على تعقيب فوري من القيادي المفصول من حركة "فتح" الفلسطينية، المقيم في الإمارات.
تصريحات المهدي: في وقت سابق، نقلت الفضائية ذاتها، عن رئيس حزب الأمة السوداني مبارك الفاضل المهدي، قوله إن "غالبية الشعب السوداني يؤيد تطبيع العلاقات مع إسرائيل (..) السودان جاد في رغبته في التطبيع".
أضاف المهدي: "الكرة الآن في يد إسرائيل والولايات المتحدة (..) على (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب و(رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب وإلغاء العقوبات الاقتصادية ضده"، حسب المصدر ذاته.
كما لم يتسنَّ الحصول على تأكيد أو نفي من المهدي حول ما نقلته على لسانه القناة الإسرائيلية.
الموقف الرسمي: في السياق نفسه، قال رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، في بيان، آنذاك، إن حكومته الانتقالية "لا تملك تفويضاً بشأن قرار التطبيع مع إسرائيل".
أوضح حمدوك، رداً على طلب بومبيو تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، أن "هذا الأمر يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي".
يأتي ذلك عقب أيام على إعلان الإمارات إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، عدّته القيادة الفلسطينية عبر بيان "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".
ورفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظراً تجارياً كان مفروضاً على السودان منذ 1997، غير أنها لم ترفع اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، المدرج فيها منذ 27 عاماً.
ولا يُقيم السودان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، غير أنه سمح في مارس/آذار الماضي، للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في مجاله الجوي، ولكن لم يسمح لطائرات قادمة من إسرائيل بالهبوط على أرضها.