شارك الأمير علي بن الحسين، شقيق العاهل الأردني الملك عبدالله، الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020، مقالاً وضعت عليه صورة مسيئة لولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، ويُهاجم المقال اتفاق تطبيع العلاقات الذي توصلت إليه إسرائيل والإمارات، ما أثار ردود أفعال على شبكات التواصل.
المقال الذي أعاد الأمير علي نشره على حسابه الرسمي في موقع تويتر، منشور في موقع Middle East Eye البريطاني، ووضع الموقع صورة للمقال تظهر فيها صورة محمد بن زايد، مرسوماً عليها حذاء وُضع على وجهه، فيما كُتب تحتها كلمة "خائن"، وذلك في إشارة إلى موافقة ولي العهد الإماراتي على التطبيع مع إسرائيل.
لكن بعد نحو ساعة من نشر الصورة المرفقة بالمقال، أعاد الأمير نشر المقال مرة أخرى لكن بدون الصورة، وذلك بعد تعلقيات سلبية من مغردين إماراتيين وسعوديين بسبب الصورة.
ردود أفعال: مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي وصفوا قرار الملك بإعادة نشر المقال بالجريء خصوصاً بسبب الصورة المرفقة معه، وعقب نشره للمقال بدأت ردود الأفعال تتزايد على شبكات التواصل بين مغردين عرب.
مغرد باسم فيصل الدهاشمة، علّق على تغريدة الأمير علي بن الحسين، وقال: "هذا موقف يمثلني ويمثل كل عربي شريف، وصلنا لمرحلة أنه يوجد عدد كبير يصفق للمطبعين أي سلام بلا خيول".
وكتب مغرد آخر باسم العجارمة يقول مشيداً بتغريدة الأمير: "كفو هذا ابن الشهيدة أخو الحرة الأميرة هيا، الأمير علي العربي الهاشمي".
من جانبه، كتب المغرد عبدالله الصالح: "علي بن الحسين أخو ملك الأردن عبدالله بن الحسين، ينشر صورة محمد بن زايد مطموسة بالحذاء وكلمة خاااااااااااائن، رسالة قوية وسنرى إن كان سيصمد على موقفه منها أم يتراجع ويمسح وربما يعتذر؟، ماذا تتوقعون.. يصمد أم يمسح؟".
في المقابل، هاجم الصحفي الإسرائيلي، إيدي كوهين، تغريدة الأمير علي، وكتب على حسابه في تويتر، ذكّر فيه بأن عمّان تقيم علاقات تطبيع مع تل أبيب، وقال: "صاحب السمو الهاشمي الملكي سمو الأمير علي بن الحسين بن طلال بن عبدالله بن الشريف حسين بن علي بن عبدالمعين بن عون راعي الهدلاء العبدلي النموي الحسني الهاشمي المكي يعيد نشر مقال يهاجم التطبيع بين الإمارات وإسرائيل .. الأردن مُطَبّعة من ٩٤ أيام والد سموك".
مقال يهاجم التطبيع: والمقال الذي أعاد الملك علي بن الحسين مشاركته، كتبه آفي شلايم، ورأى أن الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي سيضر بـ"السلام الشامل"، ذلك لأنه تخلى عن مبدأ الأرض مقابل السلام، لصالح "السلام مقابل السلام".
كذلك أشار المقال إلى أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، تريد تل أبيب من ورائه أن تقول إن "إسرائيل بإمكانها أن تُطبّع العلاقات مع دول الخليج دون حاجتها إلى إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية".
المقال لفت أيضاً إلى أن البحرين وسلطة عمان رحبتا باتفاق التطبيع الإماراتي – الإسرائيلي، وتوقع بأن يحذو البلدان حذو أبوظبي وتوقعا اتفاقاً لإقامة العلاقات مع تل أبيب.
وفنّد المقال تبريرات الإمارات من وراء اتفاق التطبيع، عندما قال المسؤولون في أبوظبي إنهم تصرفوا بما يخدم مصالح الفلسطينيين، عبر إقناع تل أبيب بالتخلي عن خطتها لضم أراضٍ في الضفة الغربية، ووصف الكاتب هذه المزاعم بأنها غير مقنعة لعدة أسباب.
في هذا السياق أشار الكاتب إلى أن الإمارات لم تستشر الفلسطينيين بخصوص تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بل إنها عملت من وراء ظهورهم، مضيفاً أن الضم في الضفة مستمر منذ 53 عاماً، معتبراً أنه لا يمكن لاتفاق أن يؤدي إلى إيقافه.
كاتب المقال أوضح أيضاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعد الإعلان عن اتفاق التطبيع، عاد ليؤكد أن ضم إسرائيل للأراضي في الضفة تم تأجيله فقط.
لذلك اعتبر المقال أن اتفاق التطبيع يمثل انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لنتنياهو، الذي ظل يجادل على مدار سنوات بأنه قادر على تطبيع العلاقات مع دول الخليج، من دون الحاجة إلى حل الصراع مع الفلسطينيين.
الأمير علي وقضية شقيقته: كان الأمير علي قد أظهر مساندته مراراً لشقيقته هيا بنت الحسين، في أزمتها مع زوجها حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، وذلك بعدما فرّت منه إلى لندن.
وفي الوقت الذي كانت تُثار فيه التكهنات عن مصير الأميرة هيا ومكان وجودها، نشر الأمير علي بن الحسين صورة مع شقيقته وهو يحتضنها، وكتب تعليقاً أرفقه بالصورة، التي نشرها الأربعاء 31 يوليو/تموز 2019، قائلاً: "اليوم مع أختي وقرّة عيني هيا بنت الحسين".
واعتبر مغردون ذلك مؤشراً على تحدي الأمير علي لحاكم دبي، وإشارة منه أيضاً إلى أنه سيتولى حمايتها من أي خطر قد يهددها جراء هروبها من الشيخ محمد بن راشد.
يُذكر أن محكمة بريطانية تفصل في الخلاف بين حاكم دبي والأميرة هيا، والتي كشفت تفاصيل عما قالت إنها معاناتها من زوجها، وكان من بين ما قالته للقاضي البريطاني بالمحكمة العليا في لندن أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سعى في 2018 لتزويج طفلتهما البالغة من العمر 11 عاماً، من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.