يواجه جبل دماوند البركاني في إيراني غزواً تجارياً بعد مزاعم بأن أجزاء من الأراضي التي اشترتها مؤخراً السلطات الدينية ستتحول إلى فيلات فاخرة، لا سيما أن الجبل ورد في الأساطير الفارسية، حيث يُقال إن "الرامي البطل" آراش كامانجير أطلق سهماً إلى قمة جبل دماوند، لدرء الغزاة وتأمين مستقبل الإمبراطورية.
تحذيرات من المشروع: يبلغ ارتفاع جبل دماوند 1800 قدم (549 متراً تقريباً)، ووفقاً لصحيفة Hamshahri الإيرانية، حصلت منظمة الأوقاف الدينية النافذة، التي تتبع المرشد الأعلى لإيران، على سند وقفي لواحدة من 11 "قطعة أرض" تشكل منطقة الجبل.
أشار تقرير الصحيفة إلى أن "التحقيقات تكشف عن تأمين الأوقاف سنداً وقفياً لواحد من 11 قطعة مسجلة في جبل دماوند من التلال السفحية إلى القمة"، وفقاً لما أوردته صحيفة The Telegraph البريطانية، السبت 22 أغسطس/آب 2020.
من جانبها، حذرت وسائل إعلام محلية من أن الجبل سيُقطع إلى شرائح مثل الكعكة، مضيفةً أن السكان المحليين يخشون من أن مراعي دماوند قد تُهدم قريباً وتستبدل "بفنادق وفيلات فاخرة".
غضب بين إيرانيين: أثارت تلك التقارير غضب بعض الإيرانيين البارزين، حيث حذَّرت نائبة رئيس الدولة، معصومة ابتكار، من أنه لا ينبغي السماح لأحد، ولا حتى المرشد الأعلى، باستخدام الأرض في الشؤون التجارية.
كتبت ابتكار على موقع تويتر: "جبل دماوند رمز لبلدنا يتمتع بأعلى درجات الحماية بوصفه كنزاً وطنياً وبيئة طبيعية في نفس الوقت. ووفقاً لدستورنا، لا يحق لأي جهة أو كيان الاستيلاء عليه أو استخدامه لأغراض تجارية".
من جانبه، ادعى محمد علي بورمختار، النائب الإيراني، أن الهيئة الدينية "تحوَّلت الآن إلى غاصب يؤجر الأراضي ويسمح باستخراج الموارد الطبيعية ويُصدِر تصاريح لبناء المباني على الممتلكات المستولَى عليها بشكل غير قانوني".
قضايا فساد: وليس هذا هو النزاع التجاري النخبوي الوحيد الذي يؤجج الجدل في إيران، إذ يقال إن حي باستي هيلز المسوَّر، وهو المكافئ الإيراني لحي بيفرلي هيلز، متورط في قضية رشوة مسؤول قضائي سابق، وبحسب ما ورد تتعلق التهم بممتلكات في منطقة لافاسان، حيث يقع الحي.
يحَاكَم المسؤول القضائي السابق بتهمتي الرشوة وغسيل الأموال، وهو ما بلور في أذهان بعض الإيرانيين تطور مشروع باستي هيلز، على أنه رمز للفساد.
كما أنه وعلى غير العادة، عبّر رجل دين إيراني في منطقة لافاسان المحيطة عن إحباطه من عدم السماح له بتناول الفضيحة خلال مقابلة مع وكالة أنباء Iran University Student News الموالية للنظام.
وقال رجل الدين سعيد لافازافي: "يقولون لي أن ألتزم بواجباتي الدينية وأن أقرأ فقط خطب الجمعة وألقي الخطب ضد أمريكا ولا أهتم بما يحدث في لافاسان؛ لأنني إذا تحدثت عن الفساد المستمر هنا فأنا أقوض النظام وأصوره على أنه نظام فاسد".