حذر رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان الإثنين 24 أغسطس/آب 2020، من محاولات حثيثة لإيقاع "فتنة" مع الجيش داخلياً، مؤكداً في ذات الوقت أن القوات المسلحة "لن تفرط في شبر من أرض السودان"، في إشارة إلى منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها مع مصر.
تصريحات البرهان جاءت في كلمة بمناسبة العيد الـ66 للجيش، ألقاها أمام حشد من القوات المسلحة في منطقة وادي سيدنا العسكرية بولاية الخرطوم.
لن نتراجع عن حقنا: حيث أشار رئيس مجلس السيادة السوداني إلى أن حق الخرطوم لن تتخلى عنه، وأنها لن تتراجع حتى يتم رفع علم السودان في "حلايب وشلاتين" وفي كل مكان من أراضي السودان"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
ووجه البرهان حديثه "للقوات المسلحة المرابطة حول حلايب وشلاتين وأرقين"، قائلاً: "نحن معكم"، مضيفاً أن السودان "يتعرض لاستهداف كبير في وحدته وحدوده".
محاولات لزرع الفتنة: في الشأن الداخلي، تعهد البرهان بدفاع الجيش عن "الثورة السودانية" ودعمها، قائلاً إن "القوات المسلحة ستقف شوكة حوت لكل من يريد محاولة سرقة ثورة ديسمبر المجيدة ولن تفرط فيها".
إلا أن البرهان قد حذر من "حملات تستهدف تفتيت القوات النظامية السودانية وتستهدف المؤسسات الاقتصادية للجيش السوداني".
رئيس المجلس السيادي أكد من جهته أن "شركات القوات المسلحة لم تمنع أية جهة من ممارسة أي نشاط اقتصادي،كما أنها قدمت يد العون لوزارة المالية لمساعدتها في حل المشاكل الاقتصادية".
قال كذلك إن "شركات الجيش لم تحتكر تصدير السمسم أو المواشي أو الذهب، مضيفاً: "الفاشلون (لم يسمهم) يريدون أن يعلقوا شماعة إخفاقاتهم الاقتصادية على القوات المسلحة".
وأشار البرهان إلى "صراع الأحزاب السياسية على المقاعد الوزارية وحكام الولايات دون الاهتمام بحل الأزمة الاقتصادية بالسودان".
أزمة سياسية: خطاب البرهان هو الثاني أمام الجيش خلال يومين، فقد سبق أن ألمح الأحد، إلى "عدم وضوح في الرؤيا عند القائمين على أمر الاقتصاد"، محذراً من "وجود أجندات أخرى لدى بعض الجهات السياسية تقف وراء ترويج افتراءات ضد القوات المسلحة في مفاصل الاقتصاد القومي".
يذكر أن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك قال السبت في تصريح صحفي "أن 80% من شركات القوات المسلحة والقوات النظامية، "خارج ولاية وزارة المالية"" .
ويمتلك الجيش السوداني مؤسسات اقتصادية تعمل في مجال الإنتاج الحربي وتصدير اللحوم والزراعة والتعدين.
يذكر أن السودان بدأ في 21 أغسطس/آب 2019، مرحلة انتقالية تستمر 39 شهراً، يتقاسم خلالها السلطة كل من المجلس العسكري وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي، ومن المفترض أن تنتهي بانتخابات رئاسية.
ويعيش السودان أوضاعاً اقتصادية صعبة برزت مظاهرها في صفوف الخبز واكتظاظ السيارات أمام محطات الوقود وارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي.