يشارك مشاهير عرب وعالميون في حملة لتمويل إعادة إعمار المناطق المُدمرة من الانفجار الذي وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك من خلال شراء قميص على شبكة الإنترنت مكتوب عليه 4 كلمات، تشير إلى ضرورة النهوض من جديد.
حملة عالمية: وهذه الحملة أطلقها المصمم اللبناني زهير مراد، وقد انطلقت الحملة مع نشر مراد صورة عبر حسابه على "إنستغرام" مرتدياً قميص "تي شيرت" أسود كُتب عليه Rise From The Ashes ("الانبعاث من الرماد")، وخلف الجملة رسم لطائر فارداً جناحيه.
طلب مراد من متابعي حسابه الذين يفوق عددهم 5.5 ملايين مستخدم، أن يساعدوا "أبناء بيروت الذين فقدوا الكثير جراء هذه المأساة المدمرة"، معوِّلاً على "أصدقاء كثر من الفنانين في العالم" يلبسون تصاميمه؛ لتشجيع متابعيهم على شراء القميص.
مراد وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قال إنه أراد أن يساعد الناس الذين تضرروا كثيراً في المنطقة ودُمِّرَت بيوتهم، خصوصاً أن "كثيراً منهم لا يستطيعون تصليح بيوتهم بإمكاناتهم المحدودة"، في ظل الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان وأدت إلى تدهور قيمة الليرة اللبنانية وارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 50%.
كان الانفجار الناجم عن كمية كبيرة من نترات الأمونيوم المخزّنة في المرفأ، قد أدى إلى سقوط أكثر من 180 قتيلاً وإصابة الآلاف بجروح، وإلى تضرّر أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية.
المشاركة في الحملة: من المشاهير الذين دعموا الحملة، الممثلة الأمريكية صوفيا فيرغارا، والعارضة البرازيلية أليساندرا أمبروسيو، والممثلة الأمريكية كورتني كوكس، ثم انضم إليهن محمد حديد، والد عارضتي الأزياء بيلا وجيجي حديد، والمذيع الكندي براد غوريسكي.
من أبرز النجمات اللواتي دعمن المبادرة أيضاً، المغنية الأمريكية جينيفر لوبيز، التي نشرت صورة لها مرتديةً "تي شيرت" الحملة بالأبيض، وقال مراد إنه "خلال ساعتين فقط بعد نشر جينيفر لوبيز صورتها تم بيع عشرة آلاف قميص".
من العالم العربي شاركت إلى الآن ممثلات بينهنّ المصريتان يسرا وليلى علوي، واللبنانية سيرين عبدالنور، والتونسية درة زروق.
أوضح مصمم الـ"تي شيرت" أيضاً، أنه شرع في تصنيع قمصان التضامن، في الولايات المتحدة وأرسل عدداً منها إلى مشاهير عرب وعالميين نشروا بدورهم صورهم وهم يرتدونها.
بحسب مراد فإنَّ ريع مبيعات هذا الإصدار المحدود الذي حُدِّد سعره بنحو 25 دولاراً، سيخصَّص بالكامل لدعم جهود جمعية "فرح العطاء" التي تساعد السكان على تصليح بيوتهم في المناطق الأكثر تضرراً.
أضرار كبيرة: وألحق الانفجار أضراراً كبيرة في مقرّ دار الأزياء التي يملكها مراد قبالة مرفأ بيروت، وقال المصمم اللبناني إن المبنى المؤلف من 11 طابقاً "دُمِّر بالكامل"، ما كبّده خسائر "بملايين الدولارات".
لفت المُصمم اللبناني إلى أنهم لو كانوا في المبنى وقت الانفجار "لكانت حصلت مجزرة"، مضيفاً أنه وفريق عمله خرجوا قبل عشر دقائق من وقوعه.
لكن رغم المشاركة الواسعة في الحملة، فإن هنالك صعوبات تواجهها، حيث لفت مراد إلى أن القيود على الحسابات المصرفية في لبنان "تٌكبّلنا وتعوق بدء التصليح"، في إشارة إلى امتناع المصارف عن تسليم المودعين أموالهم المودعة بالدولار، وفرضها سقفاً على عمليات السحب النقدي.