طالبت منظمة التحرير الفلسطينية، الخميس 20 أغسطس/آب 2020، الإمارات بالتراجع عن اتفاق التطبيع مع إسرائيل، والالتزام بمبادرة السلام العربية، وذلك في بيان أصدرته اللجنة التنفيذية للمنظمة عقب عقدها اجتماعاً تشاورياً خصصته لمناقشة التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وتداعياته، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
في ذات البيان، دعت المنظمة الإمارات إلى "التراجع عن هذا الخطأ التاريخي، وعدم توقيع اتفاقيات احتفالية في واشنطن، ومنح جوائز لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الأمريكي ترامب، تصب باتجاه تنفيذ ما يسمى صفقة القرن".
وفي 13 أغسطس/آب الجاري، أعلن ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
ضربة للمبادرة العربية: واعتبر بيان اللجنة التنفيذية أن "الاتفاق يمثل تحدياً يضرب الموقف العربي الموحد، بما في ذلك مبادرة السلام العربية بالصميم، ويهيئ لمزيد من الشرذمة، والانقسامات بين الشعوب، والدول، ويضعف الموقف العربي، وقدرته على التدخل والتأثير".
كما أعربت اللجنة عن "شكرها للدول التي أعلنت صراحة عن التزامها بمبادرة السلام العربية، ورفضها للتطبيع"، ودعت جميع الدول لاتخاذ مواقف مماثلة.
تضم مبادرة السلام العربية، التي وقعت عليها جميع الدول العربية، وتمّ إعلانها بحضور الزعماء في العاصمة اللبنانية بيروت بتاريخ، 28 مارس/آذار 2002، بنوداً تمنع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، طالما لم تلتزم الأخيرة بإعادة الحقوق الفلسطينية على أساس القرارات الدولية.
إذ قوبل الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بتنديد فلسطيني واسع من فصائل أجمعت، في بيانات منفصلة، على اعتباره "طعنة" بخاصرة الشعب الفلسطيني ونضاله وتضحياته و"إضعافاً" لموقفه.
خطة إسرائيلية: في السياق نفسه، قال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، إن سياسة إسرائيل بالتطبيع مع الدول العربية، "جزء من استراتيجية تل أبيب، وليست خطوة عابرة".
جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية، الخميس 20 أغسطس/آب، بعنوان "العالم الإسلامي وآفاق المستقبل"، نظّمها مركز الحريات للدراسات السياسية (مقره إسطنبول)، عبر تطبيق "زووم".
وأضاف مشعل: "الأمة العربية تواجه تحدييْن في الوقت الحالي، يتمثل الأول في القوى الاستعمارية المتمثّلة في الولايات المتحدة، بينما الثاني هو التحدي الصهيوني الذي لديه جذوره واستراتيجيته".
موضحاً أن "وجود الكيان الصهيوني في قلب الأمة يهدد وحدتها وكيانها"، محذراً الدول العربية من خطورة اتباع سياسة التطبيع مع إسرائيل.
واستكمل قائلاً: "إسرائيل تريد الاندماج في المنطقة من خلال التطبيع، وهي تقدّم نفسها كحليف للدول العربية، لكنّها ليست كذلك، بل تسعى لاستخدامهم في سبيل تحقيق مصالحها".
إثارة الأزمات: مشعل قال أيضاً إن "إسرائيل السبب في استمرار الأزمات الداخلية في الدول العربية"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تشكّل عائقاً على مستوى النجاح والنهضة في المنطقة العربية".
كما دعا إلى ضرورة "وجود تقدير موقف عربي واقعي لما تسعى إليه إسرائيل من خلال سياسة التطبيع".
وأضاف: "لن تكون (إسرائيل) عوناً لأحد، وأي خطأ في تقدير الموقف يقود إلى نتائج كارثية".
وأكد على ضرورة "وجود تعاون وتنسيق كبيريْن بين مكونات الأمة، وأهمية تجاوز كافة الخلافات العرقية والطائفية، إلى جانب السعي للنهضة والتطوّر التقني والتكنولوجي".
واعتبر مشعل أن تطبيع الإمارات وإسرائيل "نقلة في الاستراتيجية الإسرائيلية للسيطرة على المنطقة وتقديم نفسها كجزء من الحل".
مشدداً على أن "من يعمل على التطبيع يشذ عن الموقف العربي والإسلامي الأصيل، ويصدم كل القيم والمبادئ والمصالح الاستراتيجية".