نشرت وسائل إعلام عراقية فيديو لمحاولة اغتيال الناشطين العراقيين البارزين عباس صبحي ولوديا ريمون بمحافظة البصرة العراقية قبل أيام، إلا أن سرعة بديهة الشابة لوديا أنقذتها وأنقذت زميلها من الرصاص الذي وجّه لهما.
الحادثة جاءت بعد احتجاجات واسعة شهدتها البصرة وشارك فيها الناشطان، على خلفية اغتيال الناشط في الحراك الشعبي تحسين أسامة، على يد مسلحين مجهولين.
فيديو يحبس الأنفاس: لقطات الفيديو أظهرت الشابة لوديا أثناء توجهها إلى مجلس عزاء الناشط تحسين الشحماني الذي اغتيل هو الأخير على يد مسلحين الجمعة الماضي، إذ وصلت السيارة على متنها الناشط عباس بشارع "كوت الحجاج" في وسط المحافظة بانتظار وصول زميلتها الناشطة لوديا، والذهاب معاً إلى مجلس عزاء زميلهم الشحماني.
وأثناء توجّه لوديا إلى السيارة لاحظت توقف سيارة أخرى على مسافة قريبة منها بها مسلحون، فمكان منها سوى التوجه بسرعة إلى السيارة، إذ تمكنت من النجاة منهم في الدقيقة الأخيرة والذهاب بسرعة مع زملائها.
وكانت مخاوف لوديا في محلها، إذ خرج مسلح فور ركوبها السيارة وبدأ بإطلاق الرصاص عليهما، لكنهما نجوا منه بأعجوبة بعد أن كان الموت يفصلهما عنه بلحظات.
إقالة رئيس جهاز الأمن: وعلى خلفية الحادثة أعفى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، رئيس جهاز الأمن الوطني في محافظة البصرة، من مهامه، وهو ثاني مسؤول أمني يقال إثر احتجاجات بالمحافظة.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان، إنه "بناءً على توجيهات الكاظمي، قرر رئيس جهاز الأمن الوطني إعفاء مدير الأمن الوطني في محافظة البصرة من مهام عمله".
ويعد هذا المسؤول، الثاني الذي يقيله الكاظمي خلال ساعات، بعد إقالة قائد الشرطة الفريق رشيد فليح من منصبه وتكليف اللواء عباس ناجي بدلاً عنه.
حوادث متكررة: يأتي هذا في وقت تتكرر فيه حوادث استهداف الناشطين في الاحتجاجات، كان آخرها اغتيال هشام الهاشمي والمصور الصحفي أحمد المهنا طعناً بآلة حادة واختطاف المصور زيد محمد الخفاجي في بغداد.
من جانبها تعهدت الحكومة مراراً بملاحقة من يقفون وراء عمليات قتل واختطاف الناشطين، دون نتائج تذكر حتى الآن.
إلى ذلك ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سقط 485 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصائية أعدتها الأناضول استناداً إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان ومصادر طبية وأمنية.
رغم استقالة حكومة عادل عبدالمهدي، وهي مطلب رئيسي للمحتجين، فإن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.