حثَّت الحكومة الفرنسية اللبنانيين، الإثنين 10 أغسطس/آب 2020، على سرعة تشكيل حكومة جديدة بعد إعلان رئيس الوزراء حسان دياب استقالة حكومته عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت الأسبوع الماضي وتسبب بغضب عام.
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، قال في بيان: "من الضروري، من الآن فصاعداً، الاستماع لطموحات الشعب في الإصلاح والحكم".
كان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قبِل الإثنين استقالة حكومة حسان دياب، وكلَّفها بتصريف الأعمال في البلد الذي يشهد تطورات سياسية ساخنة ومتسارعة منذ كارثة تفجير مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي.
وقال المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، في مؤتمر صحفي، إن الرئيس عون شكر دياب والوزراء، و"طلب منهم الاستمرار بتصريف الأعمال ريثما تُشكل الحكومة الجديدة". وزار دياب قصر الرئاسة في بعبدا بالعاصمة بيروت، وتقدّم باستقالته خطياً للرئيس عون.
كلمة الاستقالة: دياب قال في تصريح صحفي، أثناء مغادرته قصر بعبدا: "الله يحمي لبنان.. هيدا الي بقدر قولو (هذا ما أستطيع قوله)".
دياب قال في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الاستقالة، إن "منظومة الفساد متجذرة بكل مفاصل لبنان، وهي أكبر من الدولة".
وأضاف: "قاتلنا بشراسة وشرف، لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ؛ لقد استعملوا كل الأسلحة ضدنا وكذبوا على اللبنانيين" .
وبعد أقل من ساعة على عقد المؤتمر، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، قبول استقالة الحكومة، وطلب منها الاستمرار في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
فساد لبنان أكبر من الحكومة: رئيس الوزراء المستقيل قال في المؤتمر، إن "لبنان أمام مأساة كبرى ويُفترض التعاون من أجل تجاوز المحنة".
وأضاف دياب أن "خطراً كبيراً يحيط بلبنان، ولكن البعض لا يهمُّه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقي من مظاهر الدولة".
أشار كذلك إلى أن فساد بعض الأطراف في لبنان أنتج هذه المصيبة المخبأة منذ 7 سنوات، مؤكداً أن المطلوب تغيير من كانوا هُم المأساة الحقيقية للشعب اللبناني.
تحدَّث رئيس الوزراء المستقيل عن دور الحكومة، قائلاً: "قاتلنا بشراسة وشرف، لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ، بعض الأطراف حاولت تحميل الحكومة مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي، ولكننا رفضنا استدراجنا إلى سِجالات عقيمة، لأننا أردنا العمل في الحكومة وحملنا مطالب اللبنانيين بالتغيير".
وأضاف دياب: "همُّنا الأول العمل على تجاوز تداعيات الزلزال الذي ضرب البلد، والوصول إلى تحقيق عادل وشفاف".
ليلة دامية: في 4 أغسطس/آب الجاري، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، من جراء انفجار ضخم بمرفأ بيروت، خلف نحو 163 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.
ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طناً من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادَرة ومخزَّنة منذ عام 2014.
ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.