روت ملاك الرحمة اللبنانية باميلا زيتون، التي تعمل بمستشفى جورجيوس بلبنان، القصة كاملة لما حدث يوم انفجار مرفأ بيروت وإنقاذها لثلاثة أطفال رضع ظهرت معهم في صورة انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تفاصيل ما جرى: الممرضة اللبنانية باميلا خطفت الأضواء في انفجار مرفأ بيروت بصورتها وهي حاملة لـ3 رضع في أحد المستشفيات التي تضررت من الانفجار، في محاولة منها لإنقاذ أرواحهم، إذ قالت باميلا في مقابلة مع شبكة بي بي سي الإخبارية الناطقة بالعربية إنها وقت وقوع الحادث انتبهت لوجود الأطفال في حضّانتهم تحت الركام، حاولت إخراجهم إلا أن الركام كان كثيفاً، فقام أحد الآباء المتواجدين هناك بمساعدتها لإخراج الأطفال.
أضافت باميلا أن ما شجعها على مساعدة الأطفال هو بقاؤهم على قيد الحياة قائلة إنهم كانوا فقط يبكون من الخوف لم يتأذوا أبداً من الانفجار.
أضافت: "استطعت حمل 3 أطفال بين يدي ونزلت بهم إلى مدخل المستشفى. كان همّي تأمين سلامتهم، لأن بنيتهم ضعيفة، وأخرجتهم من الحاضنة. توجّهت بهم إلى المدخل الرئيسي للمستشفى حيث كانت تعمّ الفوضى والهلع وصراخ الناس يملأ الأرجاء".
لحظات صعبة عاشتها باميلا: نزلت باميلا إلى قسم الطوارئ بالمستشفى في محاولة منها لإيجاد حضّانات للأطفال، إلى أن رآها أحد الأطباء المتخصصين في الطب النسائي والذي ساعدها هو الأخير في البحث عن غرفة عناية في المستشفيات القريبة لوضع الأطفال.
باميلا قالت إنها خرجت رفقة زميلها الطبيب إلى الشارع للبحث عن سيارة تقل الأطفال إلى أقرب مستشفى لكن دون جدوى، إذ قالت إن الوضع كان كارثياً، الجميع كان مصاباً، والسيارات كانت مدمرة من الانفجار، لذا قررت المشي وكسب الوقت وتوجهت إلى أقرب مستشفى لتجد حضّانات للأطفال.
باميلا أشارت كذلك إلى أنها طلبت من الناس أن يقدموا لها ملابسهم لتدفئة الأطفال لتوفر لهم بيئة الحضانة التي كانوا بها، وأضافت أنها كانت ترتجف من الخوف والارتباك وكانت تفكر حينها فقط كيف تحافظ على حياة الأطفال الثلاثة، إلا أنها استجمعت قواها إلى أن وصلت إلى أقرب مستشفى بعد أن مشت أكثر من نصف ساعة وسط الدمار.
وأخيراً تمكنت باميلا من تأمين غرفة عناية للأطفال في مستشفى أبوجودة في منطقة جل الديب، والتي تبعد عشرات الكيلومترات عن المنطقة التي كانت متواجدة بها.
أما والدة الأطفال فقالت وعينها غارقة بالدموع إن لحظة الانفجار لم تفكر بشيء سوى بأطفالها، إذ توجهت لمكان وجودهم لكن لم تتمكن من الوصول إليهم من حجم الدمار، وبعد أكثر من 4 ساعات من الرعب والخوف أُعلمت الأم أن أطفالها بأمان وتم نقلهم إلى مستشفى آخر.
كارثة المرفأ: ويأتي هذا في وقت شهدت فيه بيروت ليلة دامية جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 163 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.
ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طناً من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.
ويزيد الانفجار من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
وبعد مرور 7 أيام على الانفجار الضخم الذي تسبب بمقتل 160 شخصاً وإصابة أكثر من ستة آلاف بجروح، مع استمرار فقدان قرابة عشرين شخصاً، لم يصدر التقرير الذي وعدت به السلطات حول ما حصل.
وبحسب السلطات، فإن الانفجار نتج عن حريق لم يجزم بأسبابه بعد، في عنبر يحتوي على 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم لم يُعرف سبب الاحتفاظ بها منذ ست سنوات بعد مصادرتها من على متن باخرة غرقت في ما بعد.