أصدرت محكمة واشنطن، الإثنين 10 أغسطس/آب 2020، أمر استدعاء قضائي بحق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إطار قضية مسؤول الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، بعد أن طالب محكمة بواشنطن بإقرار تعويضات من ولي العهد السعودي ومقربين منه لتدبيرهم محاولة لقتله.
قناة "الجزيرة" الإخبارية قالت إن استدعاءات المحكمة شملت 13 شخصاً بينهم مقيمان في الولايات المتحدة، بالإضافة لولي العهد السعودي، وشملت أيضاً المسؤولين السعوديين أحمد العسيري وبدر العساكر وسعود القحطاني.
محاولة اغتيال الجبري: يأتي هذا بعد أن كشفت صحيفة The globe and mail الكندية أن السلطات الأمنية قد شددت حراساتها على سعد الجبري مستشار ولي العهد السعودي السابق، بعد الكشف عن محاولة جديدة لاغتياله على يد عملاء تابعين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حسبما أفادت الصحيفة.
الصحيفة نقلت عن مصدر مطلع قوله إن محمد بن سلمان ومستشاريه كانوا يبحثون في مايو/أيار الماضي، إرسال عملاء سعوديين براً من الولايات المتحدة إلى كندا لاغتيال الجبري، وذلك بعد إفشال المحاولة الأولى عندما مُنع دخول مُنفذين محتملين لكندا عبر مطار تورونتو.
كما نبهت الصحيفة السلطات إلى أخذ هذه المحاولة الثانية على محمل الجد، خاصةً أنها تعتبر تعدياً على الأمن القومي الكندي.
دعوى قضائية: وكان الجبري قد بادر برفع دعوى قضائية في واشنطن ضد محمد بن سلمان، يتهمه فيها بأنه أرسل فريقاً لاغتياله في أمريكا وكندا؛ سعياً وراء تسجيلات مهمة.
تتهم الدعوى ولي العهد السعودي بتشكيل فريق لترتيب قتل الجبري من 3 أشخاص، هم: بدر العساكر وسعود القحطاني وأحمد عسيري، وكلهم من كبار مساعديه.
وتؤكد الدعوى أن بن سلمان أرسل فريقاً لاغتيال الجبري خلال إقامته في مدينة بوسطن الأمريكية عام 2017، وأنه حاول على مدى أشهر، نشر عملاء سريين بالولايات المتحدة؛ في محاولة لتعقُّب مكان الضابط السابق.
وبعد فشل تلك المحاولات أرسل ولي العهد السعودي فريقاً آخر لاغتيال الجبري في كندا، وذلك بعد أسبوعين من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
تضمنت الدعوى القضائية كذلك نص رسالة من ولي العهد السعودي، يطلب فيها من الجبري العودة خلال 24 ساعة وإلا فسيُقتل.
من هو سعد الجبري؟ كان الجبري، الضابطُ السابق بالمخابرات السعودية الذي يعيش حالياً في المنفى بكندا، قد عمِل مستشاراً فترة طويلة للأمير محمد بن نايف. وحلَّ الأمير محمد بن سلمان في 2017 محل بن نايف في ولاية العهد، وهو ما جعله الحاكمَ الفعلي للسعودية الحليف المقرب للولايات المتحدة.
أشخاص مطلعون قالوا لـ"رويترز" سابقاً، إن الجبري مطَّلع على وثائق تحتوي على معلومات حساسة يخشى ولي العهد أن تسبب ضرراً له.