قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر طارئ للمانحين لا زال منعقداً حتى اللحظة إن من واجب القوى العالمية دعم الشعب اللبناني بعد انفجار هائل دمر عاصمته في الوقت الذي بات فيه مستقبل البلاد على المحك.
ماكرون أضاف، الأحد 9 أغسطس/آب 2020، في افتتاح مؤتمر للمانحين عبر الإنترنت شارك في تنظيمه، أن الأمم المتحدة يجب أن تنسق الاستجابة الدولية في لبنان.
كما قال ماكرون من منتجعه الصيفي في الريفيرا الفرنسية: "على الرغم من اختلاف الآراء، فعلى الجميع أن يهب لمساعدة لبنان وشعبه.. مهمتنا اليوم هي العمل بسرعة وكفاءة لتنسيق مساعداتنا على الأرض حتى تصل في أسرع وقت ممكن إلى الشعب اللبناني".
وأضاف أن عرض المساعدة شمل دعماً لإجراء تحقيق مستقل ذي مصداقية في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب والذي دفع بعض اللبنانيين إلى الدعوة لانتفاضة للإطاحة بزعمائهم السياسيين.
الرئيس عون: الاحتياجات كبيرة: الرئيس اللبناني ميشال عون قال خلال المؤتمر إن الاحتياجات كبيرة جداً، ويجب تلبيتها قبل الشتاء، مؤكداً ضرورة أن تكون إدارة صندوق التبرعات الذي سيتم تأسيسه منبثقة عن المؤتمر الذي دعت إليه فرنسا.
أضاف أن "ما تعرض له لبنان جاء في خضم أزمات متعددة؛ ما جعل مجابهة تداعياته تتخطى قدرة البلد، وألتزم أمام الشعب اللبناني بتحقيق العدالة لضحايا انفجار مرفأ بيروت، ولا أحد فوق القانون، وكل من يثبت التحقيق تورطه سيحاسب وفق القوانين اللبنانية".
قطر تبرعت بـ 50 مليون: أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعلن أمام مؤتمر المانحين في باريس، مساهمة بلاده بـ50 مليون دولار لمساعدة لبنان، موضحاً أنه سيتم الإعلان خلال الأيام المقبلة عن مساهمات إضافية في إعادة إعمار بيروت.
الشيخ تميم بن حمد قال إن "قطر سارعت -شعباً ومؤسسات- إلى تلبية نداء الأشقاء في لبنان، وتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لهم بما قيمته 50 مليون دولار، إسهاماً منها في عمليات الإغاثة والتخفيف من معاناة الشعب اللبناني لتجاوز ظروفه البالغة الصعوبة".
أضاف الشيخ تميم أن دولة قطر استجابت لما يمليه عليها واجبها الإنساني، وما يترتب على أواصر الأخوة من تضامن ووفاء بواجبها والتزامها بدعم لبنان، وسوف تعلن في الأيام المقبلة عن مساهمتها في إعادة إعمار بيروت من خلال البرامج التي سيتم إقرارها.
وذكر بأن بلاده أوفدت فريقاً مجهزاً من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية، وأنشأت مستشفيات ميدانية بُعيد وقوع كارثة مرفأ بيروت.
وقال أمير قطر في كلمته إنه ليس بوسع لبنان تجاوز هذه الأزمة بمفرده، مؤكداً أن مواجهة الأزمة التي يعيشها لبنان رهن بتعزيز الوحدة الوطنية وتكثيف الجهود الحكومية.
وطلب ترك الحوار بشأن القضايا الداخلية اللبنانية للشعب اللبناني وقواه الحية.
انفجار وديون وكورونا: كان الاقتصاد اللبناني المثقل بالديون يعاني من أزمة بالفعل ويئن تحت وطأة جائحة فيروس كورونا قبل الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وأودى بحياة 158 شخصاً. لكن الحكومات الأجنبية تتحفظ بشأن تقديم الدعم المطلق لحكومة يعتقد شعبها أنها غارقة في الفساد.
ودمر الانفجار أحياء بأكملها وتسبب في تشريد 250 ألف شخص وهدم مؤسسات تجارية وأطاح بإمدادات الحبوب الأساسية.
من المرجح أن تبلغ كلفة عملية إعادة إعمار بيروت مليارات الدولارات. ويتوقع اقتصاديون أن يشطب الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.