قالت صحيفة The globe and mail الكندية، السبت 8 أغسطس/آب 2020، إن السلطات الأمنية قد شددت حراساتها على سعد الجبري مستشار ولي العهد السعودي السابق، بعد الكشف عن محاولة جديدة لاغتياله على يد عملاء تابعين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حسبما أفادت الصحيفة.
الصحيفة نقلت عن مصدر مطلع، قوله إن محمد بن سلمان ومستشاريه كانوا يبحثون في مايو/أيار الماضي، إرسال عملاء سعوديين براً من الولايات المتحدة إلى كندا لاغتيال الجبري، وذلك بعد إفشال المحاولة الأولى عندما مُنع دخول مُنفذين محتملين لكندا عبر مطار تورونتو.
الصحيفة الكندية نبهت السلطات إلى أخذ هذه المحاولة الثانية على محمل الجد، خاصةً أنها تعتبر تعدياً على الأمن القومي الكندي.
دعوى قضائية: وكان الجبري قد بادر برفع دعوى قضائية في واشنطن ضد محمد بن سلمان، يتهمه فيها بأنه أرسل فريقاً لاغتياله في أمريكا وكندا؛ سعياً وراء تسجيلات مهمة.
تتهم الدعوى ولي العهد السعودي بتشكيل فريق لترتيب قتل الجبري من 3 أشخاص، هم: بدر العساكر وسعود القحطاني وأحمد عسيري، وكلهم من كبار مساعديه.
وتؤكد الدعوى أن بن سلمان أرسل فريقاً لاغتيال الجبري خلال إقامته في مدينة بوسطن الأمريكية عام 2017، وأنه حاول على مدى أشهر، نشر عملاء سريين بالولايات المتحدة؛ في محاولة لتعقُّب مكان الضابط السابق.
وبعد فشل تلك المحاولات أرسل ولي العهد السعودي فريقاً آخر لاغتيال الجبري في كندا، وذلك بعد أسبوعين من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
تضمنت الدعوى القضائية كذلك نص رسالة من ولي العهد السعودي، يطلب فيها من الجبري العودة خلال 24 ساعة وإلا فسيُقتل.
تشكيك في حياة الأبناء: من جهة أخرى، أكد خالد الجبري، نجل المسؤول السابق في المخابرات السعودية، أنه لم يتلقَّ أي أخبار عن شقيقيه، عمر وسارة، منذ احتجازهما في السعودية قبل نحو 5 أشهر.
وقال الجبري في تصريح لموقع "بازفيد نيوز" (BuzzFeed News) إنه وصل حقاً إلى السؤال الأساسي في هذه المرحلة: هل هما على قيد الحياة؟
وأشار إلى أنه تلقى اتصالاً، عبر برنامج "فيس تايم"، من شقيقته قبيل اختفائها، وقال إنها كانت في المطار تبكي؛ بعد أن أخبرها ضباط بأنه لا يمكنها السفر، دون أن تفهم السبب.
أضاف خالد الجبري أن شقيقته كانت متحمسة وتتطلع إلى الحياة في بوسطن، بعد حصولها على تأشيرة لمتابعة دراستها بالولايات المتحدة.
كما قال إنه في قلب هذه القصة هناك أشخاص أبرياء لا علاقة لهم بأي مؤامرة سياسية ولا بأي أسرار للدولة، وإنه يأمل أن يعود شقيقاه إلى عائلتهما.
من هو سعد الجبري؟ كان الجبري، الضابطُ السابق بالمخابرات السعودية الذي يعيش حالياً في المنفى بكندا، قد عمِل مستشاراً فترة طويلة للأمير محمد بن نايف. وحلَّ الأمير محمد بن سلمان في 2017 محل بن نايف في ولاية العهد، وهو ما جعله الحاكمَ الفعلي للسعودية الحليف المقرب للولايات المتحدة.
أشخاص مطلعون قالوا لـ"رويترز" سابقاً، إن الجبري مطَّلع على وثائق تحتوي على معلومات حساسة يخشى ولي العهد أن تسبب ضرراً له.