قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، يوم الإثنين، إن نحو 200 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية استسلموا بعد معركة شرسة في آخر جيب لهم بشرق سوريا، لكن نحو ألف ربما ما زالوا هناك.
ويواجه تنظيم الدولة الإسلامية الهزيمة في قرية الباغوز الواقعة على ضفاف نهر الفرات، لكنه لا يزال مسيطراً على جيوب أخرى في مناطق نائية على مسافة أبعد نحو الغرب وشن عدة هجمات بأساليب حرب العصابات في مناطق أخرى بعد طرده منها.
والباغوز الواقعة قرب حدود العراق هي آخر جيب من الأراضي المأهولة التي أعلن عليها التنظيم إقامة دولة الخلافة في سوريا والعراق عام 2014.
200 مقاتل من داعش يغادرون الباغوز
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق الإثنين 4 مارس/آذار إنها أبطأت وتيرة الهجوم بسبب محاصرة مزيد من المدنيين داخل الجيب، لكنها أكدت عزمها السيطرة عليه قريباً. وكان يُعتقد في وقت سابق بأنه جرى إجلاء كل المدنيين.
وشوهدت قافلة شاحنات متجهة إلى الباغوز صباح الإثنين، وقال مصطفى بالي، رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، إن نحو 200 متشدد غادروا مع نحو ثلاثة آلاف شخص بعد أن فتحت قوات سوريا الديمقراطية ممراً لهم.
وأضاف لرويترز أنهم قبل الاشتباكات اعتقدوا أن هناك ما بين ألف و1500 متشدد. وقال إن المتشددين بعد أن تكبدوا خسائر استسلم يوم الإثنين نحو 200، وأشار إلى أن عدد المتشددين الآن نحو ألف، فضلاً عن المدنيين العالقين هناك.
ويضم العدد جنسيات تركمانستان وأوزبكستان
وقال فصيل تابع لقوات سوريا الديمقراطية، وزع صوراً تظهر فصل الرجال عن النساء والأطفال، إن المقاتلين من دول مختلفة منها أوزبكستان وتركمانستان.
وتقهقر التنظيم المتشدد تدريجياً إلى الباغوز في مواجهة هجمات متواصلة من قوات محلية ودولية في أعقاب الغضب الدولي بسبب ما بدر منه من قسوة.
لكن حكومات كثيرة تقول إنه رغم الانتكاسات، لا يزال التنظيم يشكل خطراً كبيراً في ظل تطويره أساليب بديلة تتراوح من شن معارك في المناطق الريفية إلى تنفيذ تفجيرات في المراكز الحضرية. وينفذ هذه الهجمات أتباع للتنظيم في المنطقة وخارجها.
بالإضافة لآلاف المدنيين الذين فروا من القتال
استأنفت قوات سوريا الديمقراطية مطلع هذا الأسبوع هجومها على قرية الباغوز في ذروة حملة شملت انتزاع السيطرة على مدينة الرقة في عام 2017 وهو العام الذي مُني فيه التنظيم بهزائم كبيرة في العراق وسوريا.
وأوقفت قوات سوريا الديمقراطية بالفعل الهجوم لأسابيع للسماح لآلاف المدنيين بمغادرة المنطقة، بمن فيهم أنصار الدولة الإسلامية ومقاتلوها والأطفال والسكان المحليون وبعض من أسرى التنظيم.
وكانت قد قالت يوم الجمعة إنه لم يتبقّ في القرية سوى المتشددين، لكنها الآن تقول إن هناك بعض المدنيين.
وشوهدت عشرات الشاحنات التي تشبه تلك التي أجلت الناس من الباغوز في الأسابيع الأخيرة وهي تعود هناك يوم الإثنين 4 مارس/آذار، وقال سائقون إنهم سيقلون أشخاصاً من الباغوز.
وقال الكولونيل شون رايان، المتحدث باسم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنه لا يستطيع التحقق من هويات من تحتجزهم الدولة الإسلامية، لكنه عبر عن أمله في الإفراج عنهم بسلام.
وواجهت قوات سوريا الديمقراطية أثناء حملتها على القرية يوم الأحد 3 مارس/آذار ألغاماً أرضية وسيارات ملغومة وكمائن عبر أنفاق وهجمات انتحارية.
وظهرت في صور نشرتها رويترز، الأحد، أعمدة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد فوق منازل وأشجار نخيل، بينما كان مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية يطلقون النار على مخابئ التنظيم.
ورغم أن انتزاع السيطرة على الباغوز سيمثل علامة فارقة في المعركة ضد التنظيم، فمن المتوقع أن يظل خطراً أمنياً كجماعة متشددة لها خلايا نائمة وبعض الجيوب في أراضٍ نائية.