كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حصولها على وثائق داخلية خاصة بالجيش الإسرائيلي، تبيّن حجم الإحباط في صفوفه، والخلافات في القيادة العليا خلال الحرب على قطاع غزة عام 2014.
وحسب الوثائق السرية التي نشرتها الصحيفة في تقرير مطول السبت، 2 فبراير/شباط 2019، قال نائب رئيس الأركان السابق يائير جولان "إن قادة الجيش خشوا من شن عملية برية في القطاع بسبب حجم الخسائر المتوقعة، في الوقت ذاته لم يكن ممكناً وقف إطلاق الصواريخ من غزة دون تنفيذ العملية البرية".
سلاح الجو قصف 1200 صاروخ
وقال جولان إن "سلاح الجو قصف بـ1200 صاروخ وقذيفة دقيقة الإصابة أهدافاً فارغة.. فقط للتخفيف من حالة الإحباط" التي سادت في صفوف الجنود.
وحذّر نائب رئيس الأركان السابق، بأن "تكرار تجربة 2014 سيؤدي إلى ضرر هائل لا يمكن تجنبه، وفقط بعملية برية يمكن حقاً إزالة تهديد الصواريخ".
واستدرك: "لكن تعرض إسرائيل لضربة قاسية بآلاف الصواريخ في عمق جبهتها الداخلية سيكون أمراً لن تستطيع احتماله، وستكون حرب الغفران (حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973) مجرد نزهة، مقارنة بحرب غزة".
"انسوا العملية البرية فهي خطيرة"
وذكرت الوثائق أن أحد الجنرالات في الجيش قال بالحرف الواحد: "انسوا العملية البرية، فهي خطيرة".
وجاءت أقوال الجنرال، الذي لم تشر الوثائق إلى اسمه، في ذروة الهجوم على القطاع، خلال نقاش كشف حجم الخلاف بين قادة الجيش على قدرات الوحدات القتالية في خوض معركة برية في غزة.
وقال مراسل "يديعوت أحرونوت"، "يؤاف زيتون" الذي وصلته الوثائق، إن التقرير الذي شملها قُدم قبل نحو شهر إلى قادة الجيش، بمن فيهم رئيس الأركان السابق جادي آيزنكوت، وكذلك لوزير الدفاع ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولمستويات عسكرية وسياسية أخرى.
وشنَّت إسرائيل حرباً على قطاع غزة دامت 50 يوماً، في الفترة ما بين 8 يوليو/تموز وحتى 26 من أغسطس/آب 2014، تسببت بمقتل 2322 فلسطينياً، بينهم 578 طفلاً (أعمارهم من شهر إلى 16 عاماً)، و489 امرأةً (20-40)، ومسنان اثنان (50-80)، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وجُرح نحو 11 ألفاً آخرين، بينهم (3303) معاقين، يعاني ألف منهم من "إعاقة دائمة"، وأصيبت 302 امرأة، منهن 100 امرأة تعاني من إعاقة دائمة، وفق الصحة الفلسطينية.