اعترفت موسكو بوجود مرتزقة روس في السودان خلال الفترة الأخيرة، التي تشهد فيها الخرطوم احتجاجات متواصلة منذ شهرين، غير أنها نفت أن تكون لها علاقة بالحكومة الروسية.
وكانت وسائل إعلام بريطانية قد كشفت عما وصفته "مرتزقة روس" من مجموعة "فانغر"، وأضافت أنها تقوم بتوفير تدريب لقوات الأمن والمخابرات السودانية، في مواجهتها للاحتجاجات الشعبية في البلاد.
مرتزقة روس في السودان "لا علاقة لها بالحكومة"
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الأربعاء 23 يناير/كانون الثاني 2019، تأكيدها أن الشركات الأمنية الروسية في السودان هي شركات خاصة، لا تربطها رابطة بالحكومة الروسية.
وقالت زاخاروفا: "للأسف، تستمر الحملة المعادية لروسيا باستخدام مواد التضليل. فقد زعمت صحيفة "ذا بريتيش تايمز" أن مرتزقة روس في السودان شاركوا في قمع مظاهرات الاحتجاج في السودان، إنه مثال آخر، يمكن القول إنه نهج غير مسؤول، أو نشر الأخبار المزيفة".
ووفقاً لها، قام الصحفيون البريطانيون وعملاؤهم بتنفيذ "استفزاز سياسي آخر ونشر حقائق لا تتوافق مع الواقع".
وقالت زاخاروفا تعليقاً على أنباء وسائل الإعلام البريطانية واصفة إياها بـ "الوهمية": "حسب معطياتنا، تعمل بالفعل في السودان شركات حراسة روسية خاصة، لا تمت بصلة لأجهزة الدولة. ووظيفتها محددة، بتحضير كوادر لقوات الأمن في جمهورية السودان".
بينما صحف غربية أكدت أنها تقدم الدعم للشرطة السودانية
وقالت صحيفة The Times البريطانية، إن مشاهد مرتزقة روس في السودان يتحدثون اللغة الروسية في العاصمة الخرطوم، أثارت المخاوف حيال دعم الكرملين نظام الرئيس عمر البشير في قمع الاحتجاجات التي يشهدها السودان.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته الخميس 10 يناير/كانون الثاني 2019، أن التقارير والصور الدالة على ذلك ظهرت في الوقت الذي تزايدت فيه وتيرة الاحتجاجات المُناهِضة للحكومة، إذ يواجه الرئيس السوداني أكبر تهديدٍ لنظامه العسكري منذ توليه السلطة قبل 30 عاماً.
ووفقاً لمصادر في المعارضة، فإن هناك مرتزقة روس في السودان من شركة أمن روسية سرية خاصة، تسمى مجموعة فاغنر، بالسودان، لتقديم تدريب استراتيجي وعملي لقوات المخابرات والأمن.
ويُعتَقَد أن المئات من أفراد "فاغنر" انتشروا خلال العام الماضي (2018) في جمهورية إفريقيا الوسطى، المجاورة للسودان، لتدريب القوات هناك. وقُتِلَ 3 صحفيين روس بكمينٍ نُصِبَ لهم هناك، في يوليو/تموز 2018، في أثناء محاولتهم استقصاء نشاط المرتزقة.
يُشار إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية أدرجت مجموعة فاغنر عام 2017 في قائمةٍ طويلة للكيانات والأفراد الروس الذين يخضعون للعقوبات، بسبب التورُّط في الصراع بأوكرانيا. ويُقدَّر عدد المقاتلين التابعين للمجموعة المنتشرين في سوريا بـ2.500 مقاتل.