قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 21 يناير/كانون الثاني، إن تركيا لن تسمح أبداً بمنطقة آمِنة في سوريا تتحول إلى "مستنقع" مثلما حدث في شمال العراق، في إشارة إلى منطقة شهدت عمليات نفَّذها مسلحون أكراد.
وقال أردوغان متحدثاً في فعالية في أنقرة، إن تركيا ستعمل مع كل مَن يرغب في تزويدها بدعم لوجيستي للمنطقة الآمِنة المزمعة، ولكنه أضاف أنها ستتخذ إجراءات فيما يتعلق بسوريا إذا لم يكن هناك وفاء بالتعهدات التي تلقّتها أنقرة.
تركيا مستعدة لتولِّي الأمن في منبج
حيث قالت الرئاسة التركية، في بيان، إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اتصال هاتفي، الأحد، استعداد تركيا لتولِّي الأمن في منطقة منبج السورية والتي شهدت مقتل أربعة مدنيين أمريكيين في تفجير أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه الأسبوع الماضي.
وقال أردوغان لترامب إن التفجير الانتحاري في منبج كان عملاً استفزازياً استهدف التأثير على قرار ترامب الشهر الماضي الانسحاب من سوريا. وتقع بلدة منبج في شمال شرق سوريا، وتسيطر عليها فصائل متحالفة مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
كان ترامب أربك فريقه للأمن القومي بقرار مفاجئ في 19 ديسمبر/كانون الأول بسحب جميع القوات الأمريكية وقوامها 2000 جندي من سوريا وإعلانه هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هناك، وهي وجهة نظر لم يتفق معه فيها الكثير من الخبراء.
وأصبحت منبج التي انتزعتها قوات تدعمها الولايات المتحدة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016 نقطة توتر رئيسية بعد قرار ترامب سحب القوات الأمريكية، والتي يحول وجودها فعلياً دون مهاجمة تركيا للقوات الكردية.
وتخضع منبج لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والمتحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أيضاً من الولايات المتحدة.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً منذ عقود على الأراضي التركية.
وفي وصفه للاتصال الهاتفي لم يُشِر البيت الأبيض إلى عرض أردوغان تولِّي المسؤولية الأمنية في منبج، لكنه قال إن الرئيسيين اتفقا على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض لشمال شرق سوريا تلبِّي الاحتياجات الأمنية لكلا البلدين.
ترامب يريد هزيمة العناصر الإرهابية في سوريا
وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، عن الاتصال: "أكد الرئيس ترامب أهمية هزيمة العناصر الإرهابية الباقية في سوريا".
كان ترامب قد حذر تركيا من مغبَّة مهاجمة الأكراد في سوريا وبدا أنه يهدد بإلحاق الضرر باقتصاد تركيا إذا أقدمت على تلك الخطوة.
وقالت الرئاسة التركية، في بيانها، إن الزعيمين اتفقا على تسريع المناقشات ومواصلتها بين رئيسَي أركان البلدين فيما يتعلق بإقامة منطقة آمِنة في شمال شرق سوريا.
واقترح ترامب، الأسبوع الماضي، إقامة منطقة آمنة، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. وقالت قوات سوريا الديمقراطية، يوم الأربعاء، إنها مستعدة للمساعدة في إقامة المنطقة الآمِنة بعد زيادة المخاوف من أن الانسحاب الأمريكي سيمنح تركيا الفرصة لشن هجوم جديد.
وتريد تركيا أن تكون المنطقة الآمِنة خالية من الوحدات الكردية.