قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأحد 13 يناير/كانون الثاني إن خلافاً بين قطر وجيرانها الخليجيين طال أكثر من اللازم.
وذكر في مؤتمر صحفي مشترك عقده الأحد 13 يناير/كانون الثاني في الدوحة مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، "نحن أكثر قوة عندما نعمل سوياً وتكون النزاعات محدودة. عندما يكون لدينا تحد مشترك لا تكون النزاعات بين البلدان ذات الأهداف المشتركة مفيدة".
وشدد مايك بومبيو على ضرورة الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي بالنسبة للتحالف الاستراتيجي الإقليمي الجديد الذي تسعى واشنطن إلى إنشائه.
وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة تأمل في إنشاء تحالف استراتيجي جديد سيضم الدول الخليجية الست وكذلك مصر والأردن.
ويحاول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي يقوم بجولة في الخليج، دفع قطر والسعودية إلى مصالحة خلال زيارة تأتي في وقت حساس بعد مرور ثلاثة أشهر على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وكان بومبيو أكد، الخميس الماضي، في خطاب بالقاهرة حاول خلاله عرض استراتيجية متماسكة للرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط، أنه "حان الوقت لإنهاء الخصومات القديمة".
وهذه الدعوة إلى الوحدة ستلقى صدى في الدوحة التي يتوجه إليها الوزير الأمريكي الأحد من أبوظبي.
تحاول واشنطن إقناع الرياض والدوحة بحل الأزمة
وتحاول الولايات المتحدة منذ عام ونصف العام من دون جدوى، إقناع السعودية وقطر بتجاوز الأزمة بينهما، بهدف التركيز على الهدف الأهم لواشنطن في المنطقة وهو التصدي للنفوذ الإيراني.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/يونيو 2017.
وتتهم الدول الأربع الدوحة بالسعي إلى تعزيز علاقاتها مع إيران العدوة اللدودة للسعودية، وبدعم جماعات إسلامية متطرفة، وهو ما تنفيه بشدة قطر التي سعت منذ ذلك الحين إلى تأكيد مشاركتها في مكافحة الإرهاب للولايات المتحدة.
وباءت كل محاولات الوساطة في النزاع بالفشل، بينما استقال مؤخراً الموفد الأمريكي لحل النزاع بين الدوحة والرياض أنطوني زيني الذي قال لشبكة "سي بي اس" الأمريكية إنه استقال "بسبب عدم رغبة القادة الإقليميين في وساطة عرضنا القيام بها أو تسهيل إنجاحها".
وبالنسبة لواشنطن، فإن إنهاء هذه الأزمة أمر حيوي لنجاح خطتها تشكيل تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة إيران، يضم إضافة إلى دول الخليج مصر والأردن.
وأكد بومبيو في خطابه، الخميس ، أن الإدارة الأمريكية "تعمل على إقامة تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة أهم الأخطار في المنطقة".
وأضاف: "اليوم نطلب من كل من هذه الدول أن تقوم بخطوة جديدة وتساعدنا في تعزيز التحالف الاستراتيجي في المنطقة".
وتُنظّم الولايات المتّحدة قمّة دوليّة الشهر المقبل في بولندا ستركّز على النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، بحسب ما أعلن بومبيو لقناة "فوكس نيوز" الجمعة.
المهمة تبدو معقدة للغاية
وفي أبوظبي، اعترف وزير الخارجية الأمريكي في حديث مع الصحفيين الذين يرافقونه في جولته الشرق الأوسطية، أن تنفيذ الاتفاق "أمر معقد". وقال: "نتحدث عن اتفاق معقد بين عدد من الدول التي نطالبها بالتزامات مهمة، لكنني أعتقد أن هناك طريقاً للسير قدماً".
وأضاف بومبيو: "حان الوقت لتجاوز الخصومات القديمة من أجل الخير الأكبر في المنطقة"، في إشارة إلى الدول العربية وإسرائيل، بينما تعوّل الإدارة الأمريكية على تقارب غير معلن بين تل أبيب ودول عربية من أجل تعزيز "تحالفها" ضد إيران.
واصطدم مسعى واشنطن بأزمة كبرى تمر فيها علاقاتها مع السعودية، أحد أهم حلفائها الإقليميين، بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي الرياض، ستتوجه كافة الأنظار إلى لقاء محتمل يجمع بومبيو مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد النافذ. وخلال زيارته السابقة، بعد اختفاء خاشقجي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدا بومبيو والأمير محمد مبتسمين في خطوة أثارت غضب جزء من الطبقة السياسية الأمريكية.
ودافع الرئيس الأمريكي بشدة عن العلاقات التي تربط بلاده بالسعودية، بعد أن حمّل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، وليّ العهد السعودي مسؤولية مقتل الصحفي خاشقجي.
وأكد بومبيو، الجمعة الماضي، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية: "سنواصل العمل من أجل ضمان مساءلة كل المسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي"، مؤكداً أن بلاده "ستواصل القيام بذلك".
وأوضح الوزير الأمريكي أن العلاقات الأمريكية السعودية تبقى "مهمة للغاية بالنسبة للأمريكيين".