كشف عضو بارز في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي بأنَّ اللجنة تخطط لبدء الجلسة الجديدة بتحقيق مُكثَّف في شؤون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المالية، ومع مجموعات الضغط السعودية في أمريكا ، وهو ما قد يتضمن الكشف عن روابط منظمة ترامب بالمملكة العربية السعودية.
وذكر موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 6 يناير/كانون الثاني 2019، أنه في حين أن أي تحقيق قد يركز في البداية على ما إذا كانت شركات ترامب متورطةً مع روسيا في عمليات غسيل أموال في بداية الألفية الثانية، فقد أشار عضو الكونغرس إريك سوالويل أيضاً إلى أن أعضاء جماعات الضغط السعودية قد حجزت "مئات" الغرف الفندقية في فندق ترامب الجديد بواشنطن بعد نجاح الرئيس في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2016.
مجموعات الضغط السعودية في أمريكا عميل رئيسي لفنادق ترامب
فبعد فوز ترامب، أصبحت الحكومة السعودية وجماعات الضغط التي تعمل لحسابها عميلاً رئيسياً لفنادق الرئيس.
إذ أنفقت شركة علاقات عامة تعمل لحساب المملكة نحو 270 ألف دولار على الإقامة والطعام في فندق ترامب الذي يقع في العاصمة الأمريكية واشنطن بالقرب من البيت الأبيض في شهر مارس/آذار من العام الماضي 2017، وفقاً لسجلاتٍ مُقدَّمة لدى وزارة العدل.
وفي حوار المتحدث الرسمي للشركة مع صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، قال إنَّ المدفوعات التي سُدِّدت للفندق جاءت ضمن حملة ضغط مدعومة سعودياً ضد مشروع قرار يسمح للأمريكيين بمقاضاة الحكومات الأجنبية على مسؤوليتها عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول.
وقد حجز أعضاء مجموعات الضغط السعودية في أمريكا غرفاً في ذلك الفندق في إطار خطةٍ وفَّرت لبعض المحاربين القدامى رحلةً مجانية إلى واشنطن، ثم تضمَّنت إرسالهم إلى كابيتول هيل لمعارضة القانون الذي عارضه السعوديون، وفقاً لما ذكره بعض المحاربين القدامى والمنظمين.
وذكر النائب العام بولاية ميريلاند ومقاطعة كولومبيا أنَّ المبالغ التي دفعتها شركات الضغط السعودية جاءت ضمن عدة هدايا أجنبية قُدِّمت إلى ترامب، وهو ما قد يشكل انتهاكاً للدستور الذي يمنع قبول مثل هذه "المكافآت" من أصحاب المصالح الأجانب.
وقد كانت الحكومة السعودية أيضاً عميلاً رئيسياً في فندق ترامب الدولي في نيويورك خلال السنة الماضية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Washington post الأمريكية.
إذ اقتبست الصحيفة من خطاب داخلي صادر من مدير عام الفندق، الذي كتب أنَّ زيارة "مفاجئة" في مارس/آذار أجراها مجموعة رجال من السعودية برفقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد رفعت أسعار حجز غرف الفندق بنسبة 13% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بعد سنتين من الهبوط.
جديرٌ بالذكر أنَّ علاقات واشنطن بالرياض تخضع لتدقيقٍ متزايد منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
ولهذا السبب ينجذب ترامب للسعوديين
وأشار سوالويل -منتقداً ما وصفه بفشل ترامب في تأكيد "القيم الأمريكية" في محاسبة السعودية على مقتل جمال خاشقجي- إلى علاقات الرئيس التجارية بالمملكة، والاستقبال الذي تلقاه في رحلته الأجنبية الأولى بعد تولي منصبه.
إذ قال: "إنه يمتلك شخصية نرجسية، وقد غمروه بهذا الاحتفال الترحيبي الضخم؛ لذلك أستطيع أن أرى سبب انجذابه الشديد إليهم".
ورداً على سؤاله عمَّا إذا كانت اللجنة ستحقق في علاقات ترامب بالسعوديين، قال سوالويل: "ما أود معرفته -وهو ما تستطيعون رؤيته في تقاريره الضريبية وسجلاته البنكية- هو ما إذا كانت هناك علاقةٌ مالية ما تجمعه حالياً بالسعوديين".
وقال سوالويل -الذي يشغل عضوية اللجنة القضائية في المجلس أيضاً- في تعليقاته التي أدلى بها في مدونة Skullduggery الصوتية على موقع Yahoo News إنَّه يفكر بجدية في الترشح للرئاسة في عام 2020.
غير أن سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس قد تغير أشياء كثيرة
بعد انتصار الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي ونجاحهم في استعادة السيطرة على مجلس النواب الأمريكي ولجانه الكثيرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يستعدون لإجراء تحقيقاتٍ متعددة في شؤون ترامب.
إذ قال النائب الديمقراطي إليوت إنجل -الرئيس القادم للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب- في تصريحاته عقب الفوز في انتخابات التجديد النصفي إنَّ لجنته "لن تضيع وقتاً" في التحقيق في تأثير البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومنظمة ترامب في السياسات الخارجية.
وأكد إنجل لصحيفة The Washington Post أنه جاهز للتحقيق في قرارات إدارة ترامب بشأن السياسات الخارجية، بما فيها تلك التي تخص المملكة العربية السعودية وعلاقة ترامب مع مجموعات الضغط السعودية في أمريكا .
وأضاف إنجل: "ينبغي للبيت الأبيض أن يأخذنا على محمل الجد، وإن أبى ذلك، فسنحرص على إجبارهم على ذلك"، وقال: "أعتزم تصديقهم رغم كل شيء.. ولكن إذا لم يكونوا صادقين، أنوي استخدام كل ما لدي من سلطات لضمان الرقابة".
وأخبر إنجل الصحيفة بأنَّه يخطط لعقد جلسة استماع حول قضايا متنوعة، من بينها روسيا، وتعارض المصالح الدولية مع منظمة ترامب، والمملكة العربية السعودية، وإدارة وزارة الخارجية في عهد مايك بومبيو.
يُذكَر أنَّ العديد من الساسة الأمريكيين أعربوا عن قلقهم بعد مقتل خاشقجي لدرجة أنَّ بعضهم طالَب بوقف بيع الأسلحة الأمريكية للحكومة السعودية، لكنَّ ترامب تجنَّب حتى الآن الاستجابة لهذا النداء أو محاسبة حلفاء أمريكا، ومن بينهم محمد بن سلمان الذي يُشتبه بشدة في إصداره أمر القتل.