أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، على ضرورة إنهاء الحرب في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ودعاه إلى العمل على حماية القوات المشاركة في الحرب على الجهاديين، وبينها القوات الكردية في ظل الانسحاب الأميركي من سوريا .
وقال ماكرون لنظيره الروسي، الأربعاء 2 يناير/كانون الثاني 2019: "هذه المعركة لم تنته بعد، ولا تزال متواصلة على الأرض، في إطار الائتلاف الدولي". ويأتي هذا الاتصال الهاتفي بعد أسبوعين على الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانسحاب الأميركي من سوريا .
حماية الأكراد بعد الانسحاب الأميركي من سوريا
وتابع بيان الإليزيه، أن ماكرون شدَّد لبوتين "على ضرورة تجنُّب أي زعزعة للاستقرار يمكن أن يستفيد منها الإرهابيون"، مضيفاً "كما شدَّد أيضاً على ضرورة حماية القوات الحليفة داخل الائتلاف، خاصة الأكراد منهم، بعد الانسحاب الأميركي من سوريا آخذاً بعين الاعتبار التزامهم الثابت بمكافحة الإرهاب الإسلامي".
وبعد أن ركَّز على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب في سوريا "شدَّد على الأهمية القصوى لتحمل مجمل القوى المعنية مسؤولياتها، لفتح الباب أمام عملية دستورية موثوقة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة"، تحت إشراف الأمم المتحدة، حسب البيان نفسه.
وتتمتع روسيا بنفوذ كبير في سوريا، عبر الدعم الكبير الذي تقدِّمه للنظام في دمشق، وازدادت مسؤولياتها بعد الإعلان عن سحب القوات الأميركية من هذا البلد. إلا أن هذا القرار الأميركي يعقّد الموقف الفرنسي، حيث لباريس نحو 1200 جندي يشاركون في الائتلاف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية.
بينما يبحث ترامب عمَّن يُعوض قواته في منبج
إذ كشفت تقارير صحافية إسرائيلية عن محادثات مستمرة يجريها البيت الأبيض مع ولي العهد الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد قرار الانسحاب الأميركي من سوريا .
وتتمثل الصفقة المعروضة من جانب ترامب في أن تُسيطر مصر والإمارات على المواقع الأميركية في مدينة منبج السورية، حيث يسعى الأكراد لحماية أنفسهم من غزوٍ تركي محتمل، بعد الانسحاب الأميركي من سوريا مقابل أن تضمن الولايات المتحدة لهما حماية جوية أميركية ضد أي هجوم روسي أو سوري أو تركي.
كما أشار موقع DEBKAfile، كان الرئيس المصري طوال سنواته الأربع في السلطة هو الزعيم العربي الوحيد الذي استمرَّ بثبات في دعم الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة، التي اندلعت ضد نظامه، لذا قد يقبل الأسد مقترح نشر قوات مصرية في مدينة منبج السورية، ما دام الضباط السوريون سيظلَّون متركزين في وحداتهم.
ومن المرجَّح أن يُفضِّل الرئيس السوري كذلك وجوداً عسكرياً إماراتياً، فالإمارات هي أول دولة عربية تعيد فتح سفارتها في دمشق، بعد سنوات طويلة من المقاطعة العربية، وتستطيع بخلاف معظم الدول الأخرى في جامعة الدول العربية تحمُّل عبء الإسهام بقوةٍ في تمويل مهمة إعادة الإعمار الضخمة، اللازمة لمساعدة الدولة التي دمَّرتها الحرب، لكي تقف على قدميها.