قالت صحيفة The Jerusalem Post، إن استطلاع رأي أظهر قفزةً كبيرةً في شعبية حركة حماس بالضفة الغربية وقطاع غزة.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنَّ الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خلُص إلى أنَّه في حال أُجرِيَت انتخابات رئاسية في الوقت الحالي، وتنافس زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، ضدَّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فسوف يفوز هنية بنسبة 49% من التصويت (مقارنةً بنسبة 45% فقط قبل ثلاثة أشهر) مقابل عباس، الذي سيحصل على نسبة 42% (مقارنةً بنسبة 47% قبل ثلاثة أشهر).
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، كشف الاستطلاع الذي شمل 1270 فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة، أنَّ حركتي حماس، وفتح التي يتزعمها الرئيس عباس، ستصلان تقريباً إلى طريق مسدود، إذ يُتوقَّع أن تحصد حماس 35% من الأصوات (بتراجعٍ عن نسبة 36% قبل ثلاثة أشهر) مقابل نسبة 34% لفتح (بارتفاع عن نسبة 27% قبل ثلاثة أشهر).
من جانبها، صرَّحت البرلمانية الإسرائيلية السابقة عينات ويلف، لموقع The Media Line الأميركي قائلةً: "تمتُّع حماس بشعبية هائلة في الضفة الغربية حقيقة معروفة منذ فترة طويلة". وأضافت: "ولا تُجرى أي انتخابات لسبب، وهو أنَّ النتيجة مؤكدة، فثمة افتراض سائد منذ كنتُ عضوة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بأنَّ حماس ستفوز إذا أُجرِيَت انتخابات".
وشدَّدت على أنَّ "الشيء الوحيد الذي يحول دون سيطرة حماس على الضفة الغربية، سواء بالانتخابات أو بالقوة، هو إسرائيل".
وأكَّد العميد الإسرائيلي المتقاعد شولومو بروم، وهو زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب، لموقع The Media Line، أنَّ هذا التصاعد في شعبية حماس "يعود في معظمه إلى فشل الحكومة في رام الله، والتراجع (الناجم عن ذلك) في الدعم الفلسطيني لعباس، وليس بسبب أي شيء فعلته حماس".
تعكس تلك التصريحات نتائج استطلاع الرأي، إذ يحتفظ غالبية الفلسطينيين (53%) بوجهات نظر سلبية تجاه السلطة الفلسطينية. وعندما طُلِب من المستطلعة آراؤهم تحديد الطرف المسؤول عن الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، ألقى 43% منهم باللوم على السلطة الفلسطينية وعباس. ويشعر 65% من الفلسطينيين بعدم الرضا تجاه كلٍّ من السلطة وعباس.
وأوضح بروم أنَّ "ثمة أسباباً عديدة لذلك، بعضها بسبب أسلوب إدارته (عباس) ونظام حكمه شبه الاستبدادي في الضفة الغربية، فضلاً عن معاملته لقطاع غزة، إذ تسبَّبت العقوبات المفروضة من جانب السلطة الفلسطينية في تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في القطاع تدهوراً كبيراً".
وتابع: "علاوة على ذلك، تتعثَّر أجندة عباس المتعلقة بالتعاون الأمني والحوار والمفاوضات مع إسرائيل، لذا يُفضِّل الجمهور أجندة معاكسة، وهو الأمر الذي يجدونه عند حماس".
وفي وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، خرج آلاف الفلسطينيين بمدينة غزة في تجمعٍ حاشد، إحياءً للذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس حركة حماس. وأعرب هنية خلال كلمةٍ ألقاها في ذلك الحدث عن رغبته في تحقيق هدف يصعب تحقيقه منذ فترة طويلة، يتمثَّل في تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإجراء انتخابات عامة في غضون 3 أشهر.